جاء خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قويا في رسائله السياسية الوجيهة الحاملة للدلالات الهادفة والعميقة لحركية الساحة الوطنية بكل أبعادها الحالية والمستقبلية، التي تحتاج إلى إلتفاتة جادة تسمح فعلا بأن تكون محل رأي سديد وحكيم يعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي.
هذه الرسائل والدلالات هي قراءة صريحة، ومتفحصة لحركية الفعل السياسي المسجل منذ فترة، الذي بلغ سقفا لا يمكن التمادي فيه، انطلاقا مما تضمنه من تجاوزات لفظية غير مقبولة تجاه مؤسسات الدولة، وصل الأمر بالبعض إلى السقوط في مطب «تسويد» كل شيء، والأكثر من هذا تبني خطاب الإحباط في كل يشهده الوطن من أقصاه إلى أقصاه من ورشات مفتوحة للتنمية الوطنية الشاملة.
وفي هذا السياق كان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة صارما وحازما في هذا الشأن عندما قال».. إنني متوجس خيفة مما قد يقدم عليه من منكرات أناس من بني جلدتنا إعترتهم نزعة خطيرة إلى اعتماد سياسة الأرض المحروقة في مساعهم إلى الوصول إلى حكم البلاد حتى ولو كان ذلك على أنقاض دولتنا وأشلاء شعبنا».
هذه المعاينة تنطبق حقا.. على أشباه السياسيين عندنا اليوم، الذين يطلقون العنان لكلام غير مسؤول، ينم عن حقد دفين تجاه مؤسسات الدولة، لا ولن يسمح بأن تجد صداها في حوليات العمل السياسي المبني أولا وقبل كل شيء على الأخلاقيات التي تحترم رموز الدولة مهما كان الأمر، وهذا هو السلوك الحضاري الذي نأمل أن يتحلى به هؤلاء، بعد أن أعمتهم السياسة وحولتهم إلى «آلة» شغلهم الشاغل إلحاق الضرر بالأشخاص والمؤسسات، وهذا كله للأسف باسم الديمقراطية التي يتبجحون بها في صالوناتهم.
وعليه فإن ماورد في رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة يوم النصر دعوة صادقة صادرة عن رجل صادق، بأن يبتعد هؤلاء عن هذا الخط المتبع وأن يعودوا إلى ضمائرهم الحية لتقييم أنفسهم، ومخاطبة ذواتهم عما يصدر عنهم من كلام لا أساس له من الصحة يزيد في تعقيد الأشياء أكثر مما يفتح لها أفاقا واعدة وهذا باعتماد مقاربات أخرى، تخلصهم من الوقوع في دائرة الكراهية والإنتقام والحقد، هذه الآفات التي عمل ميثاق السلم والمصالحة على القضاء عليها، وحاليا يريد البعض إعادتنا إلى نقطة الإنطلاق وكأن شيئا لم يكن، هذا أمر لا يقبل به، لأن ما أنجز سياسيا وأمنيا وإقتصاديا وإجتماعيا منذ ١٩٩٩، يُعد عملا عظيما، لاينكره الأجانب، أين كنا بالأمس؟ وأين نحن اليوم؟ على جميع الأصعدة تغيرت الجزائر تغيرا جذريا، وكل تعهدات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة نفذت تنفيذا كاملا، وهي ترقية الاقتصاد الوطني، إعادة الأمن إلى كامل ربوع الجزائر، وتبوء مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، بالإضافة إلى فتح ملفات هامة كالمنظومة التربوية، العدالة، مهام الدولة.
لذلك فإن الجزائر اليوم لم تتخل أبدا عن هذه المسارات التنموية وبالرغم من سقوط أسعار البترول، فإن السلطات العمومية قررت مواصلة هذا المسعى الوطني، مهما كانت التأثيرات.
وهذا في حد ذاته شعور بالمسؤولية تجاه تعزيز الجبهة الداخلية، من خلال مناداة «أخيار الأمة» إلى تشكيل ذلك «الجدار الوطني» لمنع مثل هذه الانزلاقات التي نقف عليها يوميا عبر وسائط إعلام متعددة، والتي لم ينج منها أحد للأسف في حين هناك تحديات كان الأجدر أن تكون في مقدمج أولويات هؤلاء، ألا وهي هذا التكالب ضد الجزائر من كل جهة لمحاولة التشويش على كل مساعيها الحميدة الرامية إلى إعتماد الحوار كصيغة من الصيغ الفعّالة لتسوية المشاكل القائمة،، وإحلال السلام محل منطق الحرب، هذه النجاحات المحققة في ملفي مالي وليبيا أحرجت الكثير، فالخيار الاستراتيجي للجزائر اليوم هو تمتين «الجبهة الداخلية» كونها الوحيدة القادرة على التصدي لكل المخاطر، هذا من جهة ومن جهة ثانية تترجم بالتأكيد على الوعي الكبير للجزائريين في مواجهة وإحباط أي طارىء، فعلينا أن نعي جيدا، وندرس بإمعان كل تلك الرسائل السياسة الداعية إلى فهم تحديات المرحلة ورفعها داخليا وخارجيا.
رسائل وجيهة...ودلالات هادفة
جمال أوكيلي
19
مارس
2015
شوهد:428 مرة