الكثير من المؤسسات والجمعيات الثقافية في الجزائر حملت على عاتقها مهمة تنظيم مسابقات أدبية، ورفعت في بداية مسارها شعار التميّز والإبداع وإعطاء الفرصة للمواهب الشابة للظهور على الساحة الأدبية، وانتشرت المسابقات عبر مختلف ربوع الوطن في مجال القصة، الرواية والشعر.. والتي أضحت لا تعد على أصابع اليد، لتصبح في بادئ الأمر منافسة بين مختلف المؤسسات والجمعيات الثقافية، قبل أن تكون منافسة بين المتسابقين المرشحين.
وليت هاته المنافسات أتت بثمارها، حيث سرعان ما أعلنت بعض المسابقات سواء الدولية أو الوطنية عن اضمحلالها لسبب أو لآخر، سيما تلك التي كان لها حضور على المستوى الدولي وعلى رأسها جائزة مالك بن حداد للرواية، وجائزة مفدي زكريا المغاربية للشعـر.. وبقيت بعض المنافسات التي لا تسمن ولا تغني من جوع تهلل في الأفق بمفردها إلا من رحم ربي والتي تعد هنا على أصابع اليد الواحدة، لكنها محصورة داخل هذا القطر ولم تتعد حدوده، ولم توفق الجزائر في تنظيم مسابقات دولية كالتي تشهدها بعض الدول العربية حتى لا نقول الأوروبية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع التي تنظمها السودان وسطرت لها مكانة ضمن المسابقات العالمية، والمسابقة الأدبية لرابطة الأدباء العرب، ومسابقة الشارقة للإبداع العربي وغيرها كثير.. فأين هو موقع الجزائر ضمن هذه المسابقات وما الذي يمنعها من تنظيمها وترسيخ مسابقة لها مكانتها فقط في العالم العربي.
فالجزائر، بحاجة إلى مسابقات دولية هادفة تعمل على ترسيخ التبادل الثقافي فيما بين الدول، وبحاجة إلى مسابقات أدبية وطنية، تُسهم في تنشيط الفعل الثقافي في هذا الوطن، الشباب المبدع بحاجة إلى مثل هاته المسابقات حتى تمنحهم فرصة الظهور والتعريف بإبداعاتهم الأدبية كي لا تبقى حبيسة الأدراج، وتمنح لهم أيضا فرصة الاحتكاك بأدباء الجزائر وتبادل الخبرات، ومساعدتهم في الوصول إلى القراء.
فالمسابقات الأدبية وإن كانت معظمها وفي أغلب الدول المنظمة لها تثير الجدل بعد الإعلان عن الفائزين وتتهم البعض بالمحاباة والمحسوبية، وآخرين بالجهوية وعدم المصداقية، غير أنه يبقى لها دور فعّال في ترقية الإبداع والنهوض بثقافة الوطن المنظم لها.
كلمة العدد
أين نحن؟
هدى بوعطيح
14
مارس
2015
شوهد:618 مرة