نحو علاقات أورو - متوسطية ناجحة

نورالدين لعراجي
08 مارس 2015

تتسم العلاقات الجزائرية البرتغالية بالكثير من التفاهم والتعاون وعلاقات حسن الجوار، بالنظر إلى المعطيات التاريخية والجغرافية التي تجمع البلدين، ما أهلهما للمضي قدما في دفع عجلة التعاون الاقتصادي وإمضاء اتفاقيات التعاون الثنائي وبحث السبل والوسائل الكفيلة بدعمه. قد سبق للزيارات المتبادلة بين البلدين، سواء على أعلى مستوى أو تلك التي جمعت زياراتها أطرافا أخرى أفضت في مجملها إلى الحديث حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، على غرار السلم والأمن في الفضاء الأورو- متوسطي خاصة والمنطقة تشهد تزايد المد الإرهابي والتهديدات التي أصبحت، لا تهدد المنطقة العربية فقط، بل تهدد العالم برمته.
إن ما تعيشه بعض دول الجوار أو مجموعة 5+5 أمام تنامي الهجرات السرية وتجارة الرق، وتجارة الأسلحة والمخدرات، تنعكس سلبا على سلامة وتنمية البلدين مما سوف يؤهل هذه المخاطر لأن تكون الشغل الذي سوف يتطرق إليه الطرفان، باعتبارها تهديدا عابرا للقارات ولابد من طرق للتصدي له ومحاربته وتجريم الفدية التي كانت الجزائر فيها دوما سباقة لتجريمها، المحاور التي سوف يتطرق إليها الوزير الأول البرتغالي بيدرو باسوس، اليوم، خلال زيارته للجزائر رفقة وزيره للخارجية والوفد الوزاري رفيع المستوى، تلبية لدعوة الوزير الأول عبد المالك سلال.
ستشكل هذه الزيارة في هذا الظرف بالذات الكثير من الاهتمام لرجال الأعمال البرتغاليين الذين سبق لهم وأن كانوا شركاء لنظرائهم من رجال الأعمال الجزائريين في العديد من مجالات الاستثمار، مما يجعل الفرصة لتقييم العمليات والاتفاقيات السابقة المبرمة ومدى نجاعتها والمسائل التي ربما تراها عائقا أمام دفع عجلة الاستثمار، باعتبار الجزائر ورشة للمستثمرين الذين يرون فيها البلد الذي يمنحهم الكثير من الامتيازات، مما يستلزم دعم هذا التعاون وتعزيزه.
تحظى اليوم الكثير من القطاعات الوزارية على غرار النقل الذي سوف يمضي على مذكرة تعاون تخص القطاع من خلال تحيين وتقييم فرص الشراكة بين الجزائر والبرتغال في مجال النقل البحري والبري والجوي، وإنشاء شركات مختلطة في صناعة السفن وصيانتها، خاصة وان البرتغال بلد يملك ورشات هامة في صناعة وصيانة كل ما يتعلق بالأشغال البحرية، لاسيما وان الجزائر تملك أسطولا متنوعا منه الخاص بالسلع والآخر بالمسافرين، الشراكة هذه سوف توفر مناصب شغل وتمتص البطالة وخلق ثروة من العملة الصعبة.
طرق الشراكة بين القطاعين سوف تأخذ مجالات أخرى كالتوأمة بين مدارس النقل بأنواعه الثلاثة، تبادل الخبرات والزيارات، وهنا يمكن للقطاع الخاص أيضا أن يحظى بهذا الاهتمام المشترك، هذا ما يدفع بالمبادلات التجارية إلى التقدم الحسن، بحسب الوزير غول.
يعتبر الكثير من الخبراء والمهتمين بشؤون البرتغال، أنه بلد مهم، لما له من قدرات بشرية وصناعية هائلة، متمكنة في الكثير من القطاعات المهمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024