يبدو أن اتفاق السلام الذي توصلت إليه الأطراف المالية أزعج كثيرا الآلة الإرهابية التي حاولت في العديد من المرات إجهاض كل المحاولات الرامية إلى إعادة الاستقرار والأمن إلى شمال البلاد، لانها تدرك أن هذه البيئة ليست المكان الأفضل لتفريخ الفكر الإرهابي الذي يجد في بؤر التوتر والفوضى البيئة المثلى للنشاط والتجنيد لم يخف على أحد أن مناطق الاستقرار والهدوء لم يعد فيها مكان للإرهاب ولا مجال له فيها للاستثمار في مآسي المستضعفين الذين يعانون الحرمان واليأس من أجل تحويلهم إلى وحوش قاتلة .
الكل تابع الجولات الخمسة للحوار البيني المالي التي جرت بالجزائر والأكيد أن الجميع سجل أنه وعند بداية كل جولة من هذا الحوار الذي التأم أطرافه بشق الأنفس حدوث عمليات إرهابية استعراضية هدفها التشويش على المفاوضات من أجل إيقافها وبث الإرتباك والريبة بين أطرافها بهدف كسر الثقة المتبادلة التي تم بناؤها على مدار شهور سواء بين الأطراف المالية نفسها أو بينها وبين فريق الوساطة ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وأثمر الحوار المالي البيني الذي احتضنته الجزائر وقادت الوساطة الدولية في التوصل إلى اتفاق سلام بداية الشهر الجاري وتم التوقيع عليه بالأحرف الأولى من قبل الأطراف المالية وبكل تأكيد كان وقع هذا الإنجاز كبيرا على الجماعات الإرهابية وعلى رؤوسها المدبرة التي أدركت أنه لم يعد لها مكان شمال مالي وهي المنطقة التي حاولت ان تجعل منها يوما إمارة إرهابية.
إن الهجومين الإرهابيين الأخيرين الذين شهدتهما مالي يومي السبت والأحد يؤكدان مدى اليأس الذي أصاب الآلة الإرهابية في الصميم خاصة بعد التوصل إلى اتفاق سلام حول الشمال وهذه العمليات لا يمكن إدراجها إلا تحت مقولة رقصة الديك المذبوح.
«رقصة الديك المذبوح »
أمين بلعمري
07
مارس
2015
شوهد:508 مرة