كل الجزائريين يتذكرون اللّحظات التاريخية التي صنعتها البطلة الأولمبية نورية بنيدة مراح في أولمبياد سيدني، أين لم يكن العديد من الاختصاصيين ينتظرونها في أعلى قمة الهرم لاختصاص الـ 1500 م، لكن الشيء الذي “قدم” لها هذا الانجاز هو العزيمة الكبيرة التي عملت بها بعيدا عن الأضواء .
وقدمت نورية درسا لكل الرياضيين الذين لا يعطون لهذا الجانب الأهمية التي يكتسيها .. فالحديث إلا على الامكانيات، أمر لا يتفق مع منطق الرياضة على المستوى العالي، لأن العزيمة ومعرفة الهدف المسطر بوضوح هو الطريق الذي يؤدي الى الانجازات الكبيرة.
و إذا تحدثنا عن دور العزيمة والإرادة لا يعني أن الامكانيات ليس لها أي دور، إنما شخصية الرياضي هي التي تدفع الى الأمام أكثر من الامكانيات المادية .. وهذا الوضع أرادت بطلتنا الأولمبية أن تؤكده في كل مرة لإعطاء العبرة الى الجيل الحالي لتقديم أفضل ما عنده للوصول الى الألقاب العالمية الكبيرة .
فقد أكدت لي البطلة الأولمبية، أن الظروف التي حضّرت فيها أولمبياد سيدني كانت بعيدة كل البعد عن الامكانيات التي تسمح لي الوصول الى ذلك، لكن “ العزيمة “ وعدم الاستسلام للظروف هو الذي أعطاها القوة الحقيقية لذلك .
فبالرغم من صعوبة المأمورية، إلا أن تحدي الظروف هو الدافع للبروز و تحسين الآداء باستمرار الى غاية تحقيق الأهداف الكبرى.
وبالتالي، فإن بطلات الأولمبياد اللائي حققن النتائج الكبيرة على غرار بوالمرقة و بنيدة مراح هن القدوة لجميع الفتيات اللائي يمارسن الرياضة، لا سيما الرياضيات اللواتي يردن الوصول الى الألقاب العالمية .. فالصعوبات التي قد تجدها بعض الرياضيات من حين لآخر لابد ان لا تكون بمثابة حاجز للتخلي عن الأهداف و إنما لمضاعفة المجهود ووضع التحدي في مقدمة عملهن اليومي.
كما أن للتأطير الجيد دور معتبر، من خلال استغلال تجارب و معرفة “ النجمات “ السابقات في إعطاء النصائح اللازمة للرياضيين والرياضيات كونهن عايشن المستوى العالي لسنوات.
كلمة العدد
العزيمة .. والإمكانيات
05
مارس
2015
شوهد:611 مرة