مصالحة الأطراف المالية ستستقطب الليبيين

حكيــم. ب
28 فيفري 2015

نجحت الجزائر في إقناع الإخوة الماليين بتوقيع اتفاق السلم والمصالحة الوطنية، وهو ما سيكون أرضية صلبة لتمكين الشعب المالي من التفرغ للتنمية وتحسين أوضاعه الاجتماعية والاستفادة من الديمقراطية وتطوير حقوق الإنسان.
ويعتبر اتفاق الجزائر تاريخيا بالنسبة لمالي، الذي يملك إمكانات كبيرة للعب دور مهم في منطقة الساحل، خصوصا في الجانب الاقصادي، كونه حلقة ربط بين شمال وجنوب القارة السمراء وقربه من دول غرب إفريقيا وهو ما من شأنه أن يساعد على استقطاب الاستثمار المنتج وإعادة بعث الاقتصاديات المحلية.
وسينعكس هذا الاتفاق إيجابا على الجزائر على مختلف الجبهات، أهمها محاربة الإرهاب ومساعدتها على تأمين الحدود ومحاصرة الجماعات الدموية التي أنعشت التهريب، وتجارة السلاح، التي تعتبر من أهم منابع تمويل الإرهاب في المنطقة، وهو ما تفطنت له الجزائر التي أقنعت العالم بالمصادقة على مشروع قرار يقضي بضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهاب الذي أخذ أشكالا متطورة وباتت بعض الجماعات الإرهابية تملك أرصدة مالية ساعدتها على اقتناء أسلحة متطورة زادت من حدة خطورتها ودمويتها.
وسيساهم هذا الاتفاق في تنمية المناطق الحدودية بين الجزائر ومالي، وهو ما سيشجع اقتصادي البلدين على رفع الإنتاج وتسويق منتجاتهم التي ازدهرت في السنوات الأخيرة.
ومن ثمار الاتفاق، مساعدة دول الجوار وخاصة النيجر، في مكافحة الإرهاب الذي داهمها من حدودها الجنوبية، حيث قامت جماعة بوكو حرام بالتوغل وارتكاب الكثير من المجازر هناك.
ويتزامن توقيع اتفاق الجزائر مع زيارة عبد القادر مساهل، الوزير المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، للنيجر لتقديم الدعم في مختلف المجالات.
وينتظر من اتفاق الجزائر أن يكون محفزا للإخوة الليبيين لمباشرة حوار فيما بينهم للخروج من الأزمة الحالية التي تعصف ببلادهم، حيث تزداد حالة الاحتقان من يوم لآخر، كما أن الكثير من العواصم الغربية تقوم بنهب ثروات الشعب الليبي من خلال شراء البترول بأسعار بخسة في عرض السواحل الليبية، والفوز بعديد الصفقات التي ستدر عليها أموالا طائلة مستقبلا، ومنه فأي اتفاق للسلام في ليبيا سيحرم تلك الدول من ملايير الدولارات التي تأخذها بالقرصنة.
وسيقتنع الإخوة الليبيون بدعوات الجزائر للتحاور فيما بينهم، لتفويت الفرصة على الحاقدين ومساعدة الشعب الليبي على أن ينعم بالأمن.
لقد برهنت الجزائر على قدرتها على المساهمة في إحلال السلم والأمن وحل مختلف الأزمات، بالنظر لاحترامها الأعراف الدولية وبعدها عن المصالح الضيقة، وكذا الثقة التي يضعها فيها الجميع. فمن ارتيريا إلى مالي، يأمل الكثير في اجتماع الليبيين بالجزائر للتوصل إلى اتفاق سلام سيعزز من ازدهار المنطقة وتجاوزها “للفوضى الخلاقة”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024