على الرغم من تفاؤل وطمأنة أطلقتهما دول متطوّرة، على رأسها أمريكا حول استقرار الوضع الصحي، مقلّلة من خطورة تفشي وباء «جدري القردة»، كونه لا يحمل أي تحورات، معلنة في نفس الوقت أنّ العالم لن يتجه نحو قيود جديدة وإغلاقات صارمة تخنق النمو والحركية، إلا أن الجميع بات ينظر بريبة وعدم ارتياح، بعد عودة سيناريو معركة إطلاق اللقاحات الجديدة، ما أثار المخاوف، لأنّ هلع فيروس كورونا مازال جاثما على الصدور، وخسائره ماثلة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي العالمي.
صدمة جديدة استفاق على وقعها سكان الكرة الأرضية، وتساؤلات لا تتوقف، حول التوقيت الحالي الذي تثار فيه مسألة تفشي «جدري القرود»، أي مباشرة بعد اقتراب اختفاء متحورات كورونا، وضعف وتلاشي أوميكرون في عديد من بلدان العالم، حيث سلطت الأنظار بما فيها الإعلام على وباء معد مصدره القارة السمراء الفقيرة، والتي تعايشت لسنوات طويلة مع الأوبئة؟..ولماذا في هذه الفترة بالذات صار يحذر من الأمراض المعدية بشكل يجعل الإنسان يرتعب مع تصوّر أنّها حيوان متوّحش يمكنه افتراس الضحية.
ربما كل من يفصح عن مخاوفه، يدرك أن الزمن الحالي على ما يبدو سيكون معقّدا وحسّاسا بالفيروسات سريعة الانتشار، وما كورونا إلا بداية لمعركة بيولوجية، وجدري القرود استمرارية لأوبئة أخرى سيتعايش مها الإنسان، وربما تتحول اللقاحات مثل مشروب مضاد للسعال، بعد تناوله سرعان ما يختفي الوباء، خاصة أن هناك من الذين شبهوا ما تجنيه مخابر البحث وصناعة اللقاحات من أرباح تماما مثل مصانع الأسلحة.
بدأ التأهب بشأن «جدري القرود»، عقب اعتراف منظمة الصحة العالمية التي كتمت قلقها على ما يبدو حتى تخفف من الهلع، غير أنها اعترفت بتسجيل نحو 131 إصابة مؤكدة، ورصد 106 حالات مشتبه بها على مستوى 19 دولة بالعالم، واكتفت بالقول أن نفس إجراءات كورونا الاحترازية ينبغي أن تطبق وتشمل التباعد واستعمال الكمامات ونظافة اليدين، فما الذي يخفيه هذا «الجدري» أمام تسارع مخابر الأدوية إلى تعميق بحوثهم وطرح حلولهم الصيدلانية، كخيار للتغلب على تهديدات تواجهها صحة سكان العالم؟