وقف صحفيّو وعمّال جريدة «الشعب»، أمس، وقفة تأبينيّة لروح الصّحفية شيرين أبو عاقلة التي ذهبت ضحيّة همجية كيان مصطنع، لا همّ له سوى التّرويع والتّقتيل، بل إنّه لا يترك فرصة إلاّ ويغتنمها ليقدّم صورا تشهد على همجيّة تجاوزت كل الخطوط الحمراء، دون أن ينبس رعاته بكلمة، مع أنّهم يظلّون عاكفين على عبادة «عجل» لهم، يطلقون عليه اسم: «حقوق الإنسان»..
ولقد بالغ زبانية الكيان الصّهيوني، فلم يكتفوا باغتيال الصحفية، وإنّما راحوا ينازعونها حقّها في القبر، فهاجموا نعشها، وحاولوا تفريق مشيّعيها، وبذلوا جهدا خارقا كي يسقطوا نعشها أرضا، بعد أن أحسّوا أنّ الدّماء لم تشف غليلهم، وأنّها لم ترو رغبتهم في الانتقام من صحفية بسيطة لم يكن لها من ذنب اقترفته، سوى نقل المعلومة من أرض الواقع، من خلال القيام على واجباتها الإعلامية، لكن منطق الكيان الصهيوني كان مختلفا؛ لأنّ «الحقيقة» النّاصعة مزعجة على الدّوام.
لقد كان مشهدا مروّعا ذاك الذي ظهر فيه مرتزقة الكيان الصّهيوني، وهم يمنعون مسار الجنازة، غير أنّ الشباب الفلسطيني الذي شيّع الفقيدة بالتّكبير، قدّم أروع الصّور عن صمود الشّعوب، وضرب أروع الأمثلة في الدّفاع عن الرموز..أي نعم..شيرين قُتلت، لكن ألف شيرين ستولد بالأرض المباركة، كي تقول بصوت جهوري: لا للظّلم..لا لاستعباد الإنسان..
وسيظلّ الجزائري مع فلسطين ظالمة أو مظلومة..سيظلّ مرابطا في صفّ الصّالحين إلى أن يُرفع وباء الصّهيونية المقيتة، ويصبح للإنسان معنى أقوى من ذلك الذي تتخفى وراءه قوى عالمية لا ترى حرجا في مساندة الكيان الغاصب، أما المظلومون في الأرض، فلهم ربّ اسمه المنتقم..
عاشت فلسطين، والمجد لشهداء فلسطين..