ما ارتكبه الصهاينة بحق الصحفية الفلسطينية، باغتيالها بدم بارد، أمس، يؤكد مدى العنصرية التي تسود الكيان، الذي يمعن في ممارسة الإرهاب بكل أشكاله، غير آبه بالقانون الدولي ولا بهيئات وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عجزت عن تأمين أمن الفلسطينيين، بالرغم من وعود وبيانات، تبين أنها تخدم أكثر الاحتلال وتحجب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
لطالما تبجّح الإعلام الغربي، خاصة في فرنسا وأمريكا وبريطانيا، ومن في فلكه، بأن المجتمع الصهيوني يتنفس ديمقراطية وحرية، وها هي الجريمة الشنيعة تكشف مرة أخرى حقيقة كيان وُلد اصطناعيا وتم فرضه عبر مخطط دولي على أرض فلسطين، حيث يمارس أبشع جرائم النازية، بدءاً من التهجير إلى الإبادة، مرورا بتهديم البيوت وحرق مزارع الزيتون رمز الانتماء إلى الأرض..
وبعد كل هذا ها هو الاحتلال الصهيوني ينتقل إلى مرحلة أخرى، باغتيال إحدى رموز الصحافة على الأرض الفلسطينية، حيث كانت شيرين أبو عاقلة في الصف الأول، تطارد يوميا عصابات الجيش الصهيوني وتفضح جرائمهم في حق الأبرياء العزل، لا تخشى رصاصة غادرة أو اعتداء بالضرب، غايتها الأولى والأخيرة، القيام بما يمكن وصفه مقاومة الاحتلال بأدوات العصر، الكلمة والصورة.
حقيقة كانت الكلمة والصورة سلاحها في نقل الحقائق وتسليط الضوء، على كل بقعة من أرض فلسطين، لا تترك لقوات الاحتلال فرصة لتمرير مشاريعها الإجرامية أو مغالطة الرأي العام الدولي، الذي لا يزال رهينة الدعاية الصهيونية ودواليبها في عواصم الدول النافذة، التي لا تزال تعتمد ازدواجية المعايير في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني، فاسحة المجال لكيان يعيش على دماء الأطفال والنساء وإرهاب الأبرياء، يتعرضون في كل لحظة لخطر محدق كما عاشته فقيدة الحرية والجرأة في مقارعة أبشع احتلال تعرفه البشرية.
لا تهم ديانة أو لغة أو لون بشرة، لمّا يتعلق الأمر بحمل قيم إنسانية والجهر بالحق في وجه دولة الإرهاب الصهيونية، كما جسدته شيرين أبو عاقلة فكسبت قلوب الشعوب المحبة للسلام.