نطالع عددا لا بأس به من الإعلانات عن أفلام جزائرية، تفوز بجوائز هنا وهناك، أو تعرض ضمن مسابقات ومهرجانات سينمائية وطنية أو دولية، غير أنّ ما ينتشر – عموما – حول هذه الأفلام، لا يتعدّى الملخّصات الإعلامية، أو القراءات النّقدية التي لا تنال إلا عددا قليلا منها، وتبقى مجرّد عناوين تضاف إلى خزانة السينما الجزائرية، دون أن يطالعها أحد، كمثل ما هي حال المسرحيات المرتبطة بمواسم معيّنة، أو مسارح معدودة، لا يمكن أن تغطّي مجموع الجمهور.
وبما أنّ فكرة «قاعة السينما» صارت متجاوزة ببلادنا، ولا يمكن التّعويل عليها إلاّ إذا تحوّلت «السينما» نفسها إلى قطاع صناعي خالص، يمكن استغلال مجموع الأفلام المنتجة، وتوزيعها عبر منصّة رقمية، كما هي حال منصّة «نتفليكس» أو «شاهد» ومنصّات أخرى كثيرة، تمكّنت من الاختراق وإثبات وجودها، وهذه تفتقر إلى الأفلام الجزائرية في الغالب، فلا نجد على «نتفليكس» مثلا، سوى العنوان والعنوانين اللذين لا يعبّران فعلا عن المنتج الجزائري الذي تتداوله إعلانات المهرجانات والمسابقات.
ويبدو لنا أنّ فكرة «منصّة سينمائية جزائرية» يمكن أن يكون لها دور رائد في ترقية الصناعة السينمائية عندنا، فهذه يمكن أن تعرض كل الأفلام، بمقابل محدّد يكون في متناول الجمهور الجزائري، وتجعل رهانها على تنويع مادتها، من خلال الحصول على حقوق البث العالمية، أو الاشتراك مع منصّات أخرى، شرط أن تجعل الفيلم الجزائري على رأس أولوياتها، وبهذا تضمن الرّواج بما هو مشهور من الأعمال العالمية، وتضمن للفيلم الجزائري مكانته التي تليق به، علما أنّ حسابات الرّواج على المنصات لا تحتاج (معريفة) ولا (أكتاف)، لأن الفيلم المقنع، ترتفع به الأرقام المشاهدة بسرعة، لتكون معيارا عن الجودة، دون حاجة إلى مفاضلة بمعايير متجاوزة.