مع وفرة الخضر واشتداد المنافسة بين التجار لتسويق أكبر كمية من السلع وجني أرباح أوفر، يلجأ بعضهم إلى انتهاج سلوكات مستهجنة، معتقدين أنها تنم عن ذكاء و«شطارة”، غير أنها تصنف ضمن أساليب الغش والتدليس لجذب المستهلك، الذي لا يكتشف الخدعة إلا بعد شراء السلعة وفحصها والسؤال عنها، لكن يستهجن ارتكاب مثل هذه الأخطاء المتعمّدة والتجاوزات في رمضان، شهر الرحمة، حيث يفترض أن يكون التاجر صائما في النهار وقائما يؤدي الصلاة ليلا.
يحاول بعض التجار انتهاج مخادعة مفضوحة تنطلي في البداية على المستهلك، بوضع فوق السلعة بطاقتين تشهران الأسعار، الأولى تكون واضحة تشير الى سعر منخفض (غير حقيقي أي للتمويه)، أما الثانية فتحمل السعر الحقيقي الذي يكون مخفيا إما بعدم إظهاره بشكل جيد أو كتابته بطريقة غير واضحة، أي سعر للبيع وآخر للإغراء، أمر يتنافى مع القانون والقواعد التجارية، ويستاء منها كثيرا المواطن، لأنها تصيبه بالإحباط وتجعله يأسف لمثل هذه الممارسات، التي لم تكن موجودة من قبل، وبالمقابل يرفضها بشدة التجار الحقيقيون.
وعندما يسأل المستهلك يجد أن السعر الحقيقي مرتفعا ولا يتناسب مع قدرته الشرائية، فيعود أدراجه، مدركا بشكل متأخر أن السعر الذي شاهده لم يكن إلا طعما يوضع من طرف البائع حتى يجذبه نحوه من أجل إحراجه، وبالتالي يقبل على اقتناء السلعة.
مثلما يقول المثل من يرغب في الربح وجني المال “العام طويل”، وكل من جدّ وجد، غير أنه للأسف مازالت بعض ذهنيات التجار تعتقد أن التجارة كما يقال “شطارة”، وكل سلوك في هذه الحالة مشروع حتى وإن كان في حقيقة الأمر مضرا بالمواطنين.