دخول التكوين المهني على الأبواب فيما تتواصل التسجيلات إلى يوم 25 سبتمبر الجاري، موعد يرتقب أن يكون مكثفا بالراغبين في الحصول على حرفة أو صنعة أو إتقان من شأنها أن تفتح السبل باتجاه مدرسة الحياة.
حقيقة هناك المدرسة التقليدية التي تواجه تحديات على أكثر من صعيد، مثل الاكتظاظ وتدني الأداء البيداغوجي وقلّة الإمكانيات وكل تراكمات الجبهة الاجتماعية وما أفرزته من تجارة الدروس التدعيمية. لكن هناك «مدرسة الحياة» التي يولج إليها الشاب من بوابة التكوين، حيث يحصن من تداعيات التسرب المدرسي المسكوت عنه وتمنحه مناعة لحفظ كرامته عن طريق اكتساب حرفة أو التحكم في مهنة مهما كانت بسيطة.
ما يلاحظ أن البلديات تكاد تكون غائبة في مرافقة الشباب على مستوى الأحياء لإدراك أهمية التكوين المهني وجدوى الانخراط فيه وفقا للقدرات والإمكانيات والميولات، ولكن أيضا ضرورة أن تواكب البرامج البيداغوجية والمناهج التكوينية التطورات التي يعرفها المجتمع وسوق الشغل، بحيث يتم اعتماد تخصصات جذابة تشد الشاب إليها مثل الرقمنة، التي ينبغي أن تعم كل المجالات.
المطلب اليوم هو أن يحقق التكوين نتائج تترجم في الحياة اليومية تحمل الشاب إلى الاستقرار والمساهمة في الاقتصاد كفاعل منتج للقيمة المضافة وليس لإبعاده عن المشهد لفترة التكوين ويعود بعدها إلى نقطة الانطلاق دائما يبحث عن فرصة عمل.
هي أيضا مسؤولية المؤسسات والمتعاملين والمستثمرين الذين يدركون أن المنافسة يحسمها الرأسمال البشري محصّنا بتكوين وتأهيل يدفع آلة الإنتاج إلى وتيرة إنتاجية فائقة تعطي دفعا للاقتصاد الوطني في مرحلة تعرف تحولات عميقة عنوانها البارز التصدير إلى أسواق خارجية، وهو تحدّ لا تحسمه الآلة أو المادة أو المال وإنما منتج القيمة المضافة ألا وهو الإنسان، لكن شريطة التكوين.