هي معادلة طرفاها امرأتان بينهما جزء مشترك غالبا ما يكون سببا في صدام دائم حول من فيهن تأخذ أكبر نسبة منه، «العجوز» و»الكنة» بطلتان للكثير من القصص في موروثنا الشعبي، لدرجة وجود أحد الأمثلة الشعبية الذي يشبِّه تفاهمهما بدخول إبليس الجنة، في كناية عن استحالة اتفاقهما بالرغم من وجود كثير من الصور التي نعيشها وعشناها لاتفاق مطلق بين الحماة والزوجة.
تلك التراكمات من التجارب مرت بها أجيال سابقة رسخت فكرة الصراع حتى قبل التحاق العروس ببيت الزوجية، فترى الفتاة تشترط بيتا خاصا، مع اختيارها للمعاملة «الرسمية» مع والدة الزوج، وكأنّها تعتبر لقاءها بها لقاء دبلوماسيا يقتضي كثيرا من «المكر» حتى تنقضي الجلسة في سلام بعيدا عن إثارة مشاكل قد تتسبب في «حرب» باردة يكون فيها «قطع العلاقات الاجتماعية والاقتصادية» نتيجة حتمية، لذلك تحتاج هذه الرابطة بينهما المحافظة على المكتسبات «الدبلوماسية» من أجل الإبقاء على «الزوج» أو الإبن بعيدا عن فوهة البركان.
لكنّ الغريب أنّ المجتمع في العقدين الأخيرين، أعطى الأفضلية لزوجة الإابن لتصبح»الكنة» متقدمة بخطوة عن «العجوزة»، فتجدها تحاول بكل ما أوتيت من حكمة إعطاء ابنها الجوّ الملائم ليبقى قريبا منها حتى وإن كان على حساب احترامها ومكانتها «كأم» في الأسرة، ولعلّ ما تعجّ به دور العجزة من قصص لأبناء رموا بأمهاتهم إلى الشارع إرضاء لزوجاتهم دليلا على ما تعرفه مكانة «الأم» من انهيار.
وبعدما كانت «الأم» تتربع على مرتبة «القدسية» أصبحت «الزوجة» سيّدة نساء الأرض جميعا، كلمتها هي العليا أوامر تنفذ دون مناقشة أما «الأم» ففي مرتبة أدنى تحتاج إلى كثير من الشرح لإقناع ابنها بشيء ما، وبما أنّ «الدنيا دوارة» و»البغلة عثارة» ستكون «العقوبة» المنصف لها لا محالة مع ابنها وزوجته في السنين القادمة.
لذلك على الزوجة أن تعي أن «العجوزة « طيبة كانت أو سيئة هي باب رزق مفتوح لزوجها، دعواتها سياج منيع أمام كل سوء، تحُول أمام القدر السيئ فتغيره، عليها أن تدرك أنها وإن لم تحملها في بطنها هي أم لها أيضا، أعطتها قرة عينها، ابن سهرت على تربيته ليصبح الرجل الذي تزوجته.