كلام آخر

من حق الجزائر

علي مجالدي
15 سبتمبر 2021

من الأمور التي أجدها غريبة هو التضليل الإعلامي الذي يمارسه إعلام المخزن هذه الأيام بخصوص اتهام الجزائر بعرقلة جهود المغرب في التوصل لاتفاق مع نيجيريا حول مد أنبوب غاز (لاغوس- طنجة) لتصدير الغاز تجاه أوروبا، وكأن مشروع الأنبوب ملكية مغربية ونيجيريا تحت وصاية المخزن !
التنافس في المجال الاقتصادي أمر مشروع ومن حق الجزائر أن تسعى بكل قوة لتجسيد هذا الأنبوب وفق رؤيتها تحقيقا لمصالحها العليا، من خلال تمريره عبر أراضيها مما يوفر للجزائر مداخيل إضافية من العملة الصعبة، ومكانة استراتيجية أكبر في سوق الطاقة العالمي، واكتساب ورقة إضافية، لاسيما وأن الجزائر من أكبر المصدرين للغاز الطبيعي للقارة العجوز، اوروبا، في الوقت الراهن بنسبة تصل الى 14 ٪.
إن الأحداث الجارية حاليا بداية بالتغيرات المناخية وأزمة كورونا والتحول في المشهد الطاقوي العالمي يجعل من الغاز «طاقة المستقبل» على الأقل في الخمسين سنة القادمة، فمثلا أعلنت شركة مرسيدس الألمانية أنها واعتباراً من سنة 2025، ستكون جميع الطرازات الجديدة التي تطرحها العلامة مصممة خصيصاً للسيارات الكهربائية، وهذا يحتاج إلى إنتاج كميات إضافية من الكهرباء من مصادر صديقة للبيئة مثل الغاز الطبيعي.
وبالنظر للاحتياطات الكبيرة من الغاز الطبيعي والغاز الصخري التي تمتلكها الجزائر مقارنة بالنفط فإن هذا التحول في مصلحتنا، لاسيما وأن سعر الغاز هذه الأيام بلغ معدلات تاريخية في أوروبا قدرت بـ 1000 دولار لكل ألف متر مكعب بسبب زيادة الطلب وتراجع الاحتياطات الإستراتيجية من هذه المادة لدى الأوروبيين، واقتراب فصل الشتاء البارد حيث يزداد الطلب على المادة.
بالعودة إلى أنبوب الغاز النيجيري وإن كان تأثيره محدود من الناحية الاقتصادية على حصة الجزائر في السوق الأوروبية حتى ولو مر عبر المغرب، ومع ذلك فإن تمريره عبر الجزائر يجعل منها مركزا رئيسا للطاقة في منطقة المتوسط وشمال إفريقيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024