تنتقل المرأة رويدا رويدا نحو ربط نجاحها وتحضرها باللباس الذي ترتديه، فكل مريدة للتألق والنجاح والمرور دون عوائق «إدارية» بحاجة الى نوع معين من اللباس يعطيها صورة «المتحررة» من قيود مجتمع اصطلح على تسميته بـالـ «ذكوري» السيد فيه «ذكرا» وليس رجلا، وشتّان بين هذا وذاك.
لكنها وبمرورها الى السرعة القصوى تتغافل عن كونها هي الأخرى تنتقل من «المرأة» التي يصفها المجتمع بـ «الحرة» و»الفحلة»، الى مجرد «أنثى» أو لنقل «مصيدة» متحركة لكل طامع في ربح غنيمة في «المياه العكرة»، وهو بالضبط ما قامت به الدول المتقدمة بسلب المرأة إرادتها بتحويلها الى مجرد سلعة «تباع وتشترى» باسم التحرر والانعتاق من ذهنية قرون وسطى، فكانت نتيجته صادمة تضرب بالقيم البشرية وفطرتها التي خلقت عليها منذ الأزل، ليشكل مجتمع «إنساني» موازٍ يعيش داخله «جنس ثالث» يحاول التمدّد بكل ما أوتي من قوّة في مختلف دول العالم بما فيها الإسلامية.
تحاول المرأة إذا إثبات ذاتها، قوّتها وشجاعتها في مجتمع تضعه في مرتبة «العدو» لتربيته أطفاله على تقديس «الذكر» واستعباد» الأنثى»، لكنها بالرغم من ذلك فشلت في مجابهته، فقد أثبتت أنها ما زالت تضع نفسها في «قفص» الأنوثة، وحصرت نفسها في قاعدة أساسية تضع طول «تنورتها» أو ضيق «سراويلها» مقياسا لتحضرها، لذلك أصبحت مجرد لعبة «ورقية» في يد من يتقنون التجارة في سلعة اسمها «امرأة».
الأدهى والأمّر أن أجيالا كاملة تتربى على هذه المستجدات في المفاهيم المتعلقة بالمرأة وتحضرها، لدرجة ان المراهقات أصبحنّ مقتنعات بقدرة «مفاتن» اللّباس في إحداث تغيير جذري في حياتهن وتحديد مستقبلهنّ، علينا أن نحذر من «التحوّل» المقبل في المفاهيم الاجتماعية لأنه على الرغم من بريقه الأخّاذ هو مجرد مرحلة «انتقالية» لتأسيس مجتمع «مسخ» بلا هوية أو خصائص تجعله مميزا عن المجتمعات الأخرى.