يصادف موعد إجراء الانتخابات المحلية المقبلة، الذكرى 189 لبيعة الأمير عبد القادر الأولى، ذات 27 نوفمبر 1832، محطة اعتبرت تاريخ قيام الدولة الجزائرية الحديثة.. تطابقٌ جعلنا نستخلص ملاحظاتٍ نستعرضها في عجالة..
أوّلا.. إعادة إحياء تاريخ الأمّة في كلّ سانحة أمرٌ محمود، فللجزائر تاريخ وجب التذكير به، وتراث وجب الحفاظ عليه، وتنوّع ثقافي وحضاري وجب الاستثمار فيه.
ثانيا.. لسنا نقارن بين الأمير، ورئيس المجلس الشعبي البلدي، أو المسمى لدى العموم «المير»، لما في ذلك من ظلم لكليهما.. مثلا، لا نطالب «المير» بأن يقود الجيوش ويفاوض الأعداءَ، ويشكّل التحالفاتِ، وينظم الشعرَ، ويصير مثالا في تسامح الأديان، وتحمل مدن أجنبية اسمه، وتحمل العملة الرسمية صورته.. لا نطلب من «المير» هذا أو ذاك.. قد لا يكون «المير» شاعرا، ولكن ليقتربْ من مثقفي بلديته؛ ويصغي إليهم.. قد لا يخوض المعارك، ولكن ليخضْ معركة التنمية المحلية وتحسين أوضاع مواطني بلديته ما استطاع.. قد لا يَذيع صيته عالميا، ولكن ليكنْ ذاك العَلَمَ المحليّ الذي يصغي إلى احتياجات الناس ويسوسهم ما استطاع..
ثالثا.. حينما بويع الأمير، كان شابا يافعا لم يتجاوز عمره أربعة وعشرين ربيعا.. لعلّ هذا يشجّع الشباب (الذين تتوفر فيهم الشروط) فيخوضوا غمار السياسة ويتعلموا أسس التدبير.
وأخيرا.. صحيح أنها سنة 2021 لا 1832، وأنها عملية انتخاب لا بيعة، وأن المتفوّق فيها منتخب لا أمير، ولكن إن هو خدم الناس بصدقٍ وتفانٍ، كان في أعيننا «ميرا».. وفي قلوبهم «أميرا»..