لم نتمكن من توثيق الأخبار المتداولة حول تصريح ينسب إلى وزيرة الثقافة، قيل فيه إن معرض الجزائر الدولي للكتاب، سيزيّن المشهد هذا العام، بعد اختفاء قسري فرضته الجائحة، وجاء في «التصريح المتداول» أنّ المعرض سيحظى بمساحة زمنية أوسع من التي كانت تخصّص له كل عام، إضافة إلى مضاعفة النشاطات الثقافية الموازية من ندوات ومحاضرات، ولقاءات مع الكتّاب.
حاولنا توثيق الخبر، غير أنّ مثبطات كثيرة حالت دوننا، لهذا اكتفينا ببعض التفاؤل، راجين أن يكون المتداولُ صحيحا، أملا في رفع بعض الغبن عن الناشرين الذين يعانون الويلات، والقراء الذين لا يمكن أن يغمض لهم جفن دون مطالعة، وفي هؤلاء من يشتغلون على مادة علمية يعوزهم كثير من الوقت لجمعها وتصنيفها وفق مقتضيات الأعمال الأكاديمية.
لقد نالت الجائحة من الناشرين كما لم تنل من أيّ نشاط آخر، غير أنّ الذين اختاروا سوق الكتاب، لم يجدوا من يسأل عن حالهم، ولا من يشدّ على أياديهم، ولا حتى من يسمعهم (دعاء خير)، فالناشرون لا يكادون يمثّلون شيئا مذكورا في المنظومة العامة، رغما عن أهميتهم بالنسبة للثقافة والتجارة والاقتصاد، والقطاعات جميعا دون استثناء، ولكن يبدو أنّ القطاعات عندنا (تعرف كل شيء) ولا تحتاج الكتاب!.
في مرحلة من مراحل الجائحة، أغلقت الأسواق العمومية، والمتاجر، والمقاهي وكل ما يمكن أن يتزاحم به الناس، غير أنّ الحياة العادية استرجعت أنفاسها، وبقي الناشرون وحدهم لا يجدون من يتكرّم عليهم ولو بـتحيّة صغيرة (من فوق القلب..).
وقد يكون معرض الجزائر الدولي للكتاب، أول أمل جديد يشرق في أعين الناشرين والقراء معا، لهذا، ندعو وزارة الثقافة أن تكون في عون أولئك الذين صبروا وصابروا، ولم يتوقفوا عن النشر، كما فعل بعض (الأذكياء) من الناشرين التجار.