مثيرٌ للإعجاب ذاك التشجيع الذي خصّ به الجمهور الجزائري أبطاله المشاركين في «الألعاب البارالمبية» بطوكيو، وجميل هو ذلك الالتفاف حول رياضيّين ما فتئوا يشرّفون الراية الوطنية ويرفعونها عاليا في سماء المنافسات العالمية.
لكن الأجمل من الالتفاف «الظرفي»، الالتفات الدائم لاحتياجاتِ مَن طرَقنا على تسميتهم «ذوي الاحتياجات الخاصة»، فالبطل البارالمبي الذي شرّفنا، هو نفسه ذاك المواطن الذي يعاني يوميا، في صبر..وصمت..
ذو الاحتياجات الخاصة، يحتاج مصعدا لبلوغ الطوابق العلوية في إدارة أو عمارة سكنية ما، فإعاقته تجعل صعود الدرج من ضروب المستحيل..ويحتاج طرقات وممرّات مهيأة، وأماكن مخصّصة في وسائل النقل العام.. ومدارس ومعاهد متخصصة..ذو الاحتياجات الخاصة، قد يكون كفيفا يحتاج إلى الوسائط الصوتية أو خط البراي لقراءة تعليمة أو لافتة ما..
كما قد يكون هذا المواطن أيضا ذا قدرات خاصة، ولا يحتاج لتجسيدها وتفجيرها سوى أن نوفّر له الحدّ الأدنى من وسائل التمكين.. وكما تألّق الرياضي البارالمبي محمد علاق رحمه الله، وتألّق من جاء بعده من رياضيي هذه الفئة، فإنّ المئات، بل الآلاف ينتظرون الفرصة ليكونوا «محمد علاق» في مجالاتهم، العلمية والمهنية والفنية...
لا يكفي أن نطلق على ذوي الاحتياجات الخاصة صفة «ذوي الهمم العالية»، كما فعل بعض الإعلام، بل الأهمّ أن نستمع إليهم، وندرك احتياجاتهم، ونعمل على تلبيتها، لا إشفاقا منّا أو تكرّما أو منّة، بل لأنه حقّهم، وواجبنا..ولا يجب أن تصير الفرحة بإنجازات الألعاب البارالمبية شجرة تغطي غابة «المعاناة» البارالمبية، التي يعيشها هؤلاء كل يوم، وفي كل مجال..
في انتظار ذلك، ليتذكّرْ كلّ واحد أنه معرّض، في أيّ لحظة، إلى أن يصير من ذوي الاحتياجات الخاصة..وذلك أضعف الإيمان..