جاء إعلان توزيع حصة هامة من السكنات في نوفمبر المقبل، ليلقي بعض الاطمئنان إلى قلوب أتعبتها فواجع الجائحة، وصدّعتها كوارث الأسعار، وأرعبها (الدخول المدرسي) ومتطلباته، فالحال، مع ما تقتضي من الحذر مع الفيروسات الطبيعية و(البشرية)، زادت المواطنين رهقا، وعلى هذا، يكون لإعلان توزيع السكنات مقامُه السامي، فهو بشرى خير، في ظرف تتهالك فيه الأوجاع تباعا..
وبما أن البشائر صارت معدودة في زمن الجائحة و(الجياحة)، فإنّ بشرى وزارة السكن يجب أن تكون في مستوى طموحات المواطن المغلوب على أمره، وهناك في الوقت متسعا يسمح بتدارك كل الأخطاء (أو الخطايا) الممكنة، فلا يقال بعد توزيع السكنات، إن هناك عمارة غير موصولة بالكهرباء، وهناك أخرى مهترئة الجدران، وثالثة تشبه برج «بيزا» المائل، أو أن المصالح المعنية اكتشفت أن المقاولين (خدعوها بقولهم حسناء)، فالأمر لم يعد يحتمل أخطاء بدائية تكرّرت حتى تحولت إلى لوازم لا يمكن الاستغناء عنها.
ولا ينبغي أن يفوتنا أن الأحياء السكنية الجديدة إنما هي مكاسب هامة ينبغي الحفاظ عليها، ومتابعتها، لهذا، يجب الحرص على جعلها صالحة للحياة، فلا يطلق فيها الحبل على الغارب، إلى أن تتحوّل إلى أوكار للرذيلة والجريمة، كما هي الحال في بعض الأحياء، تماما مثلما لا ينبغي السهو عن صيانتها، كي تظل على صورتها، بهجة للعيون، ورفاها للقلوب، بعيدا عن نماذج سكنات (عدل) التي تحرص على تركيب المصاعد في عماراتها بـ (الشيء الفلاني)، ثم تتركها معطلة لا يستفيد منها غير الصّدأ، مع أنها (تلتهم) من جيوب زبائنها كل شهر، ما يكفي لإعادة بناء عمارات جديدة بمصاعد تشتغل..
بشرى وزارة السكن سارة، لكنها لن تُحقق للفرحة كمالها، إلا بصرامة في القيام على الواجبات.. فهل نقوم على الواجبات؟!