يبدو أن الوضع المغلق الذي فرضته الجائحة يسير حثيثا نحو الانفراج، فقد تراجعت أرقام الإصابات بشكل ملفت، وبدأ الشعور العام يميل إلى نوع من الراحة، ويعيش بعض الاطمئنان كان قد حرم منه منذ أول إعلان عن إجراءات الحجر الصّحي.. غير أن الحذر يبقى مطلوبا، والالتزام بمعايير السّلامة يبقى ضروريا إلى غاية انقشاع ظلمة الكوفيد بشكل كامل..
ومهما يكن كوفيد، فإنّ مآله النهاية، وقد نكتشف أنه كان أرحم من فيروسات كثيرة تنغّص معيشة (الزّوالية)، ولا تكفّ عن التسلل إلى الحياة العامة من خلال منصّات التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام، أو حتى تقنية (القيل قال)، وهذه فيروسات ينبغي أن نواجهها – كمثل ما واجهنا الكوفيد – بالتعقيم الدائم، والحرص على نظافة المحيط من الموبقات الأخلاقية، والسلوكات المشينة التي تتحوّل بشكل مرعب، وتفرض أجواء من التّوتّر حين تصطنع الأكاذيب، وتلفّق الأخبار، وتؤدلج الرؤى، وتهين معنى الإنسان، وهي تدّعي أنها تحفظ للإنسان حقّه في المعلومة، وحقّه في التّعبير..
إنّنا نعتقد أنّ «الكلمة مسؤولية»، وكل «كلمة» في غير محلّها، قد تسبّب من الأذى ما لا يكون في الحسبان؛ ولهذا، نرى أن الالتزام بضوابط العمل الإعلامي، والانصياع إلى التشريعات التي تسيّره، ضرورة لها أهميّتها في الحفاظ على المحيط العام من التّلوّث بالإشاعات المغرضة، والسقوط في فخاخ المغالطات التي لا تخدم سوى المعادين للوطن..
أمّا منصّات التّواصل الاجتماعي، فهذه شأنها الشأن، وبلواها البلوى، فهي وإن كانت لها منافعها، فإنّ مضارّها تكون أكبر وأخطر حين تصبح منابر لغو، وتستغل في تمرير الأحقاد والضغائن والأفكار البالية المهترئة، دون وازع ولا ضمير؛ لهذا، يجب التفكير جدّيا في أسلوب يحمي المواطنين من أذاها.. فالوضع أصبح لا يطاق، وفيروسات الواب، شرّ من كل متحورات كورونا..