بين منطق الفكر ومنطق العمل والحركة نحتاج الى نقلة قوية للتحول من الكلام والثرثرة الى مرحلة التشمير عن السواعد من اجل بناء وتشييد مستقبل الجزائر، المتصفح لمختلف الوسائط الاجتماعية يجد كثير من المنظرين والمحللين الباحثين عن الحلول على المدى القصير والطويل، لكنهم ومنذ أشهر يتحدثون ويتحدثون فقط دون إعطاء البدائل الحقيقية لإيجاد جوهر التغيير.
تعرف اعداد المتطفلين ارتفاعا جنونيا خاصة بعد الاحداث الكثيرة التي عشناها في الأسابيع الأخيرة، وبين منطق الشعبوية واثارة الفتن وصل بالبعض الى محاولة حشد المواطنين من اجل تحقيق اهداف شخصية تكون غالبا الجزء الظاهر من جبل الثلج، لذلك يتوجب الحذر من طبول تضربها اياد جزائرية بلحن تؤلفه اجندات أجنبية لن تكون مصلحة الجزائر احدى نوتاتها الموسيقية.
الغريب ان الناعقين من وراء الشاشات «الذكية» لم يجدوا بعد اللحن المفتاح لتغييب عقل المجتمع، بجعله ذخيرة حية للتدمير الذاتي، وغاب عنهم ان الصدمة في كثير من الأحيان تكون علاجا شافيا للتنويم والتغييب، فقد كانت الجريمة المروعة التي راح ضحيتها جمال بن إسماعيل أكبر صدمة أعادت الكثير من اللاهثين وراء «سراب» يتراء لهم في صحراء قاحلة وكأنه جنة خضراء، الى حقيقة ما يقوم به هؤلاء من تجنيد الغافلين من اجل ضرب الوحدة الترابية والوطنية والتاريخية للجزائر.
لتتجلى الحقيقة ان النضال مهما كان نوعه سياسيا او اجتماعيا لا يكون من غرف مكيفة مع استحالة ان يكون مدفوع الثمن، فان وجد الثمن او السعر يصبح شراءً للذمم وانسلاخا عن الوطن الام، وتنكرا لتاريخ صنعه اجدادنا من اجل ان يعتز ابن الأرض بجزائريته، فهيهات ان تكون الفرقة غاية أسمى لمن يريد الخير للجزائر، فلو كان فيها خير لكان خيار من رفعوا راية الجهاد لتحريرها من المستعمر في مختلف الحقب التاريخية.