جاءت واحدة من الدرّاسات المختصة في (كوفيد-19)، ببشرى لطيفة، فقد أعلنت أنّ الفيروس استنفد طاقته القصوى في التّحوّل، واستكمل قدراته على الانتشار السريع. وعلى هذا، فإنّه لن يجد في طاقته – مع ديسمبر المقبل - ما يمكّنه من الإتيان بمتحوّلات خطيرة، كمثل ما كانت الحال مع (الدّلتا) و(الدّلتا بلاس)، ما يعني أن منتجات كورونا للعام الجديد، لن تكون لها القدرة على الانتشار بـ»الكفاءة» و«الاجتهاد» اللّذين عرفتهما النّسخ الأولى للفيروس، وهو ما يؤدي به تلقائيا إلى الانحسار والاندثار، كي تبدأ دورة جديدة، والله يستر..
ولا نعلم مدى صدق الدراسة، ولكنّنا تفاءلنا بها، وقدّرنا أن الفيروس – مهما يكن عويصا – ليس سوى «كائن» يُصاب بالتّعب، وينال منه الإرهاق، ويخضع لفروض الحياة؛ وعلى هذا، نرجو أن يتلاشى مع مطلع العام المقبل، كما قالت الدّراسة، فلا يبقى منه سوى الذّكريات، وإن كان سيواصل تحوّلاته، إذ يمكن أن يتحوّل إلى درس في التّاريخ، ويصبح ثابتا بين الحروب الكبرى والمصائب العظمى، ويمكن أن يتحوّل إلى أشرطة وثائقية أو مسلسلات درامية، وغير هذا من التّحولات المفتوحة على الممكن..
ولأن الأزمة ينبغي لها أن تلد الهمّة، فإنّ الإفادة من محنة كوفيد ينبغي أن تكون مضاعفة، فالجائحة بكلّ الشرور التي أنتجتها، كانت سانحة فريدة للأكاديميين والمثقفين، كي يفيدوا من منصات النّدوات والمحاضرات الافتراضية، فكان النّفع واسعا، والفائدة عالمية، ولم تختلف الحال مع مدارسنا التي ظلت تشكو الزحام في الأقسام، إلى أن جاءت الجائحة فحرّكت المادة الرمادية في الأدمغة، وإذا بـ«المنهج» يتخلّى عن شيء من بيروقراطيته، فيرتاح التلاميذ من الزحام، ويرتاح الأساتذة من الخصام، وتؤدي آلة التعليم وظيفتها بـ«كفاءة» شهد بها أهلها..
السؤال الآن.. هل نحتفظ بمكاسب كوفيد بعد انقشاعه، أم نعود إلى زحمتنا الأولى؟!