سارعت كبرى منصات التواصل الاجتماعي في بلاد العم سام، في جانفي المنصرم، وتحديدا فيسبوك، إلى حجب كل حسابات دونالد ترامب الاجتماعية، بحجة تهديده للأمن والسلم والديمقراطية الأمريكية، بعد تغريدته الشهيرة عبر تويتر وفيسبوك والتي دعا فيها الرئيس الأمريكي السابق أنصاره لاقتحام مبنى الكابيتول معلنا رفضه لنتيجة الانتخابات الرئاسية المزورة، بحسب زعمه، قبل أيام قليلة من نهاية عهدته.
هذا الموقف الحازم من فايسبوك وأخواتها في تعامله مع القضايا الامريكية والغربية بشكل عام، مختلف عنه تماما في منطقتنا العربية وتحديدا الجزائر.
فيسبوك والذي يشترك فيه أكثر من 23 مليون جزائري من مختلف الأعمار، بحسب الموقع المتخصص في جمع البيانات «داتا ريبورتال» وهو ما يمثل 50٪ من مجموع السكان في الجزائر، أصبح مرتعا لنشر الشائعات والتضليل الإعلامي والسب والشتم ونشر الأفكار الهدامة وضرب استقرار الدول.
وقبل أيام قليلة، أكدت وزارة الاتصال عزمها الدفاع عن سيادة الجزائر الرقمية الوطنية وحماية الجزائريين من كل الخطط والنشاطات الهدامة التي تتم عبر هذه المنصة واتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية ضد هذه الشركة، لحملها على معاملة الجزائر على قدم المساواة مع الدول الأخرى، وهو إجراء جيد نثمنه، لكنه يبقى غير كافٍ، ويستلزم اتباعه بإجراءات داخلية تحد من سلبيات هذا الفضاء الرقمي من قبل تطوير المنظومة التشريعية أكثر لتتلاءم وهذه التحديات الجديدة وتجريم الأشخاص الذين يروجون لمناشير الفتنة والسب والشتم المبنية على أساس العرق والدين أو الجهة.
إن الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي في نشر المعلومة وسهولة التواصل مع الناس في مختلف بقاع العالم ودعم الأعمال التجارية، لا ينفي الجوانب السلبية لهذه المواقع والتي أصبحت تستخدم كقوة ناعمة لضرب المجتمعات من الداخل، لهذا وجب التصدي لها بكل الطرق الممكنة وحفظ الأمن الإعلامي الجزائري.