في وقت تعرف الجزائر ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد نتيجة السلالات المتحورة «دالتا»، وموجة جفاف كبيرة تمر بها عديد ولايات وسط وغرب البلاد، ها هم أعداء الطبيعة يزيدون الوطن عناء، من خلال لهبه بالنيران في عز فصل الحر.
هذه الحرائق أتت على الأخضر واليابس، فلم يسلم منها لا البشر ولا الحجر ولا الأشجار ولا الحيوانات ولا ممتلكات الأبرياء.. بل التهمت كل ما وجدته في طريقها.
ما تعرضت له بعض ولايات وسط وشرق البلاد، جريمة بأتم ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يمكن أبدا اعتبار اندلاع هذا الكم الهائل من الحرائق المهولة في مناطق متفرقة حادثا خارجا عن النطاق، بقدر ما هو فعل إجرامي مدبر يريد من خلاله أعداء الطبيعة الشر للجزائر وشعبها.
حجم الضرر الناجم عن هذه الحرائق كبير، كيف لا وقد أزهقت أرواح، وأتلفت محاصيل زراعية وأشجار الزيتون والثمار المختلفة. كما فقد العديد من المواطنين ثروتهم الحيوانية من أبقار وأغنام وماعز ونحل... ناهيك عن الاثار الإيكولوجية السلبية على البيئة من جراء هذا العمل الإجرامي الممنهج من قبل الكائدين والحاقدين على هذا الوطن، الشيء الذي يستوجب على جميع الجهات الوصية التحرك والإسراع في فتح تحقيق دقيق وشامل، للوصول إلى هؤلاء المجرمين وتسليط عليهم أقصى العقوبات.. حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه حرق الجزائريين.
ونحن في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر به البلاد جراء الجائحة والجفاف.. كان من المفروض ان نكون في غنى عن مثل هكذا متاعب.. ولكن للأسف أعداء الوطن يعملون ليل نهار لإلحاق الضرر بهذا الوطن الغالي، وبالتالي لابد من تضافر الجهود بين الشعب والسلطات والوقوف كجسد واحد في وجه أعداء الطبيعة، بل والتصدي لأعداء الجزائر.