بينما يتصدى العالم ومنه الجزائر لجائحة كوفيد-19 بكل تداعيات الوباء القاتل للبشر والمعطل للتنمية، تستمر قوى مناوئة من جهات مختلفة، وبأدوات تابعة أعمتها الأنانية وأغوتها المصالح الضيقة، في استهداف الجزائر محاولة النيل من استقرارها وعرقلة مسار التغيير الذي أرسته، مصممة على انجازه وفقا للمصالح الوطنية بما يُجسّد تطلعات المواطنين المعبر عنها خلال «الحراك» بعنوانه الأصيل.
جبهات عديدة تواجهها البلاد حاليا، ينبغي أن يدرك الشركاء مدى خطورتها حالة عدم التزام الحيطة والحذر وانتهاج مسار يقظة شاملة ترصد الأخطار وتعالجها بما يلزم من تعزيز لوحدة الصف وتعضيد لجهود المواجهة على مختلف المستويات، قوامها مضاعفة العمل والصدق في الإنجاز انسجاما مع معالم التوجهات الكبرى المسطرة لمختلف القطاعات لكبح الأزمات المختلف الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
التلاحم الفريد، الذي أظهره المواطنون في قلب معركة الوباء وقبله خلال التسعينيات وفي كل موعد تنادي فيه الأرض أبناءها للدفاع عن الوطن وكرامته، مهما كانت التحديات، آخرها التفاف منقطع النظير لتوفير الأكسجين، يحمل رسالة لها دلالات قوية، بالتأكيد تكون وصلت إلى تلك الأوساط المريضة بعقدة التاريخ وداء الهيمنة والتوسع، لتعلم أن الشعب الجزائري بتلاحمه مع جيشه، سليل جيش التحرير الوطني، بالمرصاد.
إنها حقيقة يصنعها المواطنون بالرغم من ثقل الأزمة وأعبائها خاصة الاقتصادية منها، جراء انهيار مزمن لإيرادات النفط وتعطل عجلة النمو تحت تأثير «كورونا» ومستلزمات الوقاية من شر الفيروس الغادر. غير أن ذلك يستدعي الرفع من وتيرة المواجهة لتصحيح المعادلة، بحيث يمكن حينها تحسين مؤشرات المشهد ليستوعب التطلعات المشروعة بما يلبي المستعجل منها وهو ممكن بانتهاج مقاربة ميدانية يتكفل بها الجهاز التنفيذي، قلبها النابض العمل على مستوى ورشات القطاعات المختلفة أكثر من إدارة الأزمة بذهنية «بيروقراطية» خسرت كل أوراقها أكثر من مرة.
عندما تشتدّ أزمات طارئة لا مناص من التفاف الجميع حول الوطن، القاسم المشترك، تتوارثه الأجيال، يحتضنها ويمنحها المناعة اللازمة في زمن تحولت فيه السيادة الوطنية للبلدان الناشئة في عين إعصار قوى الاستعمار الجديد، لا يتوانى في استخدام كل الوسائل وتوظيفها، حتى في زمن وباء عابر للحدود، لا تكبحه سوى مبادرات تضامن حقيقية خالية من أي حسابات.