أخبار المشاركة الجزائرية بأولمبياد طوكيو، لم تتجاوز – إلى غاية كتابة هذه السّطور – مادة (أُقصيَ) و(لم يتمكّن) و(وصل أخيرا..)، والمفجع أن معظم أخبار (أقصيَ) تشير إلى أن بركات الإقصاء حلّت في الدّور الأول، ما يعني أنّ الرّياضي (الأولمباوي) المقصى، لم يعبّر عن (أولمبويته)، ولا عن استحقاقه وجدارته بالمشاركة..
وإذا كانت عبارة (المهمّ المشاركة) التي أطلقها المرحوم عبد القادر طالبي، مواتية جدّا لبرنامجه الشّهير «الألغاز الخمسة»، فإنّ ترديدها بمضامير الرّياضة العالمية لا يدلّ إلا على الاستخفاف بعقول الناس؛ ذلك أنّ المشارك في حلّ الألغاز كان فائزا تلقائيّا بمجرد الحظوة بحديث مباشر مع طالبي، رحمه الله، ثمّ إنّ خزينة الدّولة لم تكن تتكفّل بمصاريف خطّ الهاتف الذي يستعمله؛ ولهذا، يكون كلامه معقولا جدّا حين يكتفي بـ»المشاركة»، فهذه وحدها فوز مبين.. أمّا صاحبنا (المقصى) من ألعاب طوكيو، فهو يحضّر ويستعدّ و(يتسخّن)، ثم يسافر، وقد يأخذ مصروف الجيب، ويحصل على ألبسة بالألوان الوطنية، على حساب خزينة الدّولة، ما يعني أن (المشاركة لأجل المشاركة) لا تكفي، ولا يمكن أن تكون مسوّغا للفشل في تحقيق نتائج تكون في مستوى «المصروف» على الأقل.
إن تحضيرات الرّياضيين الأكْفاء، ومشاركاتهم في الألعاب المحليّة والقاريّة والدّوليّة، هي استثمار حقيقي للخزينة، وينبغي أن تكون لها ثمراتها في السّاحتين الاقتصادية والاجتماعية على الأقلّ، ناهيك عمّا تتيحه من فتوح على مستويات أعلى. وليس أوضح بيانا على هذا، من تلك الأيّام السود التي كنّا نعيشها تحت وطأة الإرهاب الأعمى، ونذكر جيّدا وقع الذّهب الذي أحرزه نورالدين مرسلي على النّفوس، وكيف استعاد للجزائريين ثقتهم بنصر مقبل..
ينبغي أن نقولها صريحة.. المشاركة لأجل المشاركة لم تعد تقنع أحدا، و»رياضتنا» حاليا لا تتجاوز مبدأ (تغرف وتصرف) دون حساب ولا مساءلة، وهذا يجب أن يتغيّر..