تشهد الجزائر زيادة غير مسبوقة في عدد الإصابات اليومية بوباء كوفيد-19، حيث بلغت في الساعات 24 الماضية 1500 ألف إصابة، ومع ذلك فإن نسبة لا بأس بها من الناس لازالت ترفض التلقيح أو تعتقد أن اللقاح قد يكون ضارا على المديين القصير أو الطويل، أو ما هو أسوأ من ذلك، على حد اعتقادهم.
هذا الشعور لم يولد من العدم بل هو نتيجة للأخبار الزائفة والمضللة التي تغذيها نظرية المؤامرة حول جدوى اللقاحات، حيث عمدت عديد المواقع الإلكترونية إلى استخدام الإثارة للترويع من خلال عناوين جذابة حول حالات وفاة أشخاص «تلقوا اللقاحات» أو حدثت لهم مضاعفات في مناطق متفرقة من العالم دون مراعاة التأثير السلبي لتلك الأخبار المغلوطة غير الدقيقة. ولفهم خطورة الأمر، لنتأمل ذلك الاستفتاء الذي يقول إن 6 من كل 10 لا يقرأون من الخبر إلا عنوانه فقط، وكذا دراسة استقصائية أخرى أشارت إلى أن 60% من الناس يشاركون رابط مقال ما بناءً على عنوانه فقط دون قراءة المضمون!.
لكن من جهة أخرى، الأرقام والإحصائيات المتعلقة باللقاح تبين زيف تلك الادّعاءات. فالدول التي لقحت عددا لا بأس به من مواطنيها قطعت أشواطا كبيرة في رحلة القضاء على الفيروس، حيث تراجعت فيها نسبة الوفيات بشكل كبير جدا، ويستعرض موقع وولدوميترز (worldometers) تلك الأرقام بالتفصيل ويمكن لأي شخص الاطلاع عليها. فمثلا، تراجعت الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية من 3500 وفاة يوميا في ديسمبر 2020 قبل بداية التلقيح، إلى أقل من 50 حالة في اليوم حاليا، كما أن حالات الإصابات الجديدة تراجعت من 250 ألف حالة يوميا في جانفي الماضي إلى أقل من 14 ألف حالة خلال الشهر الجاري. علما أنه تم تلقيح حوالي ثلثي البالغين في الولايات المتحدة بجرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد وحوالي 157 مليون شخص تم تطعيمهم بالكامل من إجمالي 330 مليون شخص هم عدد سكان أمريكا.
وبالتالي اللقاح هو الحل الوحيد لتجاوز جائحة كورونا. مع الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي ؤلى غاية تجاوز هذه المحنة.