كلام آخر

آفاق أوسع..

أمين بلعمري
21 جويلية 2021

تعكس زيارة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، وانغ - بي عمق ومتانة علاقات بين بلدين تربطهما منذ 2014 اتفاقية شراكة استراتيجية توجّت 5 عقود من العلاقات الثنائية طبعها التعاون، التضامن وتطابق وجهات النظر وتقاسم الرؤى حول مختلف القضايا الدولية.
توقيت الزيارة التي جاءت بعد يومين من اجتماع دول عدم الانحياز، وهي عقيدة تبناها البلدان منذ خمسينيات القرن الماضي، رجّحت كفة التوازن في عالم كان يشهد ثنائية قطبية، مظاهرها أحلاف عسكرية وحروب بالنيابة قبل ظهور الخيار الثالث الذي يحلم بالتنمية والسلام.
هناك رابط مشترك بين الجزائر والصين يتمثل في مناهضة الاستعمار والاستغلال بكل أشكاله، لذا عملا معا من أجل عالم أكثر عدالة وانصافا في الاستفادة من الفرص بتكافؤ ودعم تنمية الشعوب لإخراجها من التخلّف والفقر، تسبب فيها استعمار استيطاني نهب الشعوب وسرق خيراتها، على غرار الشّعب الجزائري الذي ذاق مرارة الاحتلال الفرنسي لأكثر من قرن وبكين شاهدة على مرحلة تاريخية حاسمة من كفاحه وكانت من الداعمين له، وشكّل ذلك بداية علاقات خاصة بين شعبين وبلدين لن يتخليا عن بعضهما أبدا مهما كانت الضغوط والمساومات. فالجزائر التي خاضت معارك في أروقة الأمم المتحدة من أجل دعم استعادة الصين الشعبية لمقعدها الدائم بمجلس الأمن الدولي لم تتأخّر في إرسال مساعدات الى بكين فور ظهور وباء كورونا في ووهان، في وقت كانت دول تلعب على حبل التصنيفات السياسوية لفرض عزلة على الصين.
تصفية الاستعمار والحلول السلمية للنزاعات وفق الشرعية والقانون الدوليين هي محاور كبرى تقوم عليها السياسة الخارجية للبلدين، لهذا يتقاسمان نفس التصوّر لحل القضيتين الفلسطينية والصحراوية، على اعتبار أن حلهما يسهم في تعزيز السلم الدولي في عالم بحاجة الى مبادرات جادة لمحاربة الفقر والتخلّف وتقاسم الرفاه والتطوّر التكنولوجي، على غرار مبادرة الحزام والطريق التي ينتظر منها فتح أفاق أوسع للتعاون يعود بالفائدة على البلدين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024