يستعر انتشار الفيروس بيننا ويعلنها صراحة أنّه لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي فرصة لتوسيع رقعته، لن يصمت أمام أي محاولة للحدّ من قوتّه وكسر سلسلة العدوى، ومع تجاوز عتبة الألف إصابة جديدة انطلق سباق زمني غير معلن بين عناصر ثلاث شكّلوا في الأسابيع الأخيرة أهم مؤشرات الوضعية الوبائية في الجزائر، التراخي والاستهتار، اللقاح، السلالات المتحورة لكوفيد-19.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز عيد الأضحى كعامل إضافي لانتشار العدوى، خاصة على ضوء سلوك اجتماعي يكرّس اللامبالاة والاستهتار بكل ما تعنيه الكلمة من معنى كـ»رد فعل» سلبي على حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها الجزائر، فلم تكفي خطب الائمة التي تصدح بها المنابر كل يوم جمعة ولا توصيات الأطباء والمختصين منذ أزيد من سنة لإقناع المجتمع بأنه الحلقة الفاصلة في معادلة انتشار العدوى.
ما زاد من تعقيد الوضع إشاعات كاذبة وأخبار مغلوطة تتناقلها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، شكّكت الكثيرين في جدوى التلقيح وفعاليته في الحدّ من خطر الوباء على صحة المصابين، وبين مغناطيس وشريحة الكترونية والماسونية العالمية، علينا تجاوز كل تلك الأكاذيب حتى نتجّنب أن نبكي كل يوم عزيز تحمله سيارة الإسعاف بلا رجعة.
فمن الأولى التساؤل عما نخسره في كل يوم نضيّع فيه فرصة التلقيح ضد كوفيد-19 عوض البحث في حقيقة «هالة» الأخبار السوداء التي تدور حولها، يجب أن نعمل على امتلاك آليات الخروج من نظرية المؤامرة إلى دائرة الحلول الموجودة من أجل تجاوز أزمة صحية أدخلت العالم سنوات عجاف، لم تسبقها «منام» يحذر من تداعياتها، لذلك لن يكون بمقدورنا اللجوء إلى تخزين «الحنطة» للتقليل من آثارها، فإن أسقطنا مشهد «السنوات السمان» و»السنوات العجاف» كان علينا التفكير مليا في اللقاح كطريق نجاة للحدّ من تداعيات الوباء الاقتصادية والاجتماعية، فمع كوفيد-19 خاضت الإنسانية تجربة غريبة قلبت موازين الحياة رأسا على عقب.