تتحوّل الشّواطئ إلى قبلة للمصطافين في الصيف، الأمر عادي ويحتاج دوما إلى مواكبة الطلب بتحسين الخدمات والمرافقة لتأمين الراحة والطمأنينة، لكن هذه الوجهات على امتداد السّاحل الوطني التي تستهوي العائلات والشباب تتطلّب على الأقل وضع إشارات، والأكثر أهمية مراجعة الأسماء التي تطلق عليها بمنحها أسماء لائقة لأبطال جزائريّين ونوابغ من شتى المجالات لتمتزج الغايتان السياحية التاريخية الثقافية.
للأسف هناك شواطئ في العاصمة مثلا لا تزال تحمل أسماء «لكولون» عاثوا في الأرض فسادا وإجراما، وهي غريبة لا يصح أن تبقى بعد كل هذه السنوات من الاستقلال على غرار شاطئ «مارتان» ببلدية الحمامات أو «فونتان وكازينو» ببلدية عين البنيان وغيرها في مختلف الولايات، حيث لا تزال، للأسف، أسماء من العهد الاستعماري تفرض وجودها ليس فقط على ألسنة الناس وإنما تخصص لها الجماعات المحلية لوحات إشارة، بينما الأصح أن تبادر تلك الجهات بما فيها السياحية وذات الصلة بالتاريخ بإطلاق أسماء مدروسة ومن المنطقة محليا والحرص على ترسيخها في الأذهان بمختلف الوسائل والوسائط، وكم هي كثيرة منها تنشيط دورات في رياضة البحر أو حفلات للأطفال.
ينبغي أن يعلم الجيل الجديد خاصة الشباب أن الشواطئ خلال الحقبة الاستدمارية كانت ممنوعة على الجزائريين، الذين كانوا يلجأون إلى الأودية وبذلك تشكل موروثا من ضمن المكاسب التي حقتها الجزائر المستقلة بعودة الشواطئ برمالها الفريدة إلى المواطن، يمارس فيها السيادة بأعلى معانيها وهي مسؤولية تفرض أن يكون على قدرها بكل ما تتطلّبه في الحفاظ على النظافة والتصرف بتمدّن، والتزام النظام باحترام الطبيعة والبيئة، وكل من يتردّد عليها كالعائلات خاصة حماية البيئة بكل جوانبها.