حال الدنيا

الهندســـة العكسية لبيجين

عبد الملك بلغربي
10 جويلية 2021

صحيح أنّ النّمو الاقتصادي السّريع الذي بلغته الصين اليوم والتّطوّر التّكنولوجي الذي وصلت إليه مذهل، ولا يمكن أن ينكره إلاّ حاقد على «بيجين»، لكن هناك نقطة وجب تسليط الضوء عليها، وهي مصطلح الهندسة العكسية، الذي يوظّفه هذا البلد باحترافية، وبات اليوم بارعا في استخدامه.  
الهندسة العكسية هي عملية يتم خلالها أخذ منتج موجود، ومحاولة معرفة كيفية تصنيعه من خلال تفكيكه ليتم تصميم منتج مشابه، بمعنى استنساخه، علما أنّ التّقليد الصناعي والتقني أمر طبيعي، وتمّ استخدمه من قبل دول كثيرة على مرّ التّاريخ، ورغم أنّ مصطلح الهندسة العكسية ينطبق على مجالات كثيرة، إلاّ أنّه دائماً ما ارتبط بالجانب العسكري. فعلى سبيل المثال، حسب تقرير لمجلة «Forbes» الأمريكية، كان الطّيران العسكري الصيني منذ نهاية الأربعينيات من القرن العشرين يدين بدين هائل للدب الروسي، وما زال التّقليد الصّيني للأسلحة الروسية مصدراً رئيسا لتوفيره المعدّات للجيش الصيني الذي تتنامى قوّته العسكرية من عام لآخر.
إلاّ أنّ المثير للانتباه وبات يؤرق الدول الصّناعية الكبرى، هو التخوف من «الهندسة العكسية لبيجين»، التي قد تقلب الطاولة على هذه الدول بما فيها روسيا، فحسب دراسة نشرها معهد Royal United Service Institute البريطاني (أقدم مؤسّسة فكرية عسكرية عالميا) ربما يكون التلميذ الصيني قد تمرّد على أستاذه الروسي.. ويبرز ذلك في الطيران، فمن أهم الطائرات التي قلدتها الصين ميغ 21، أين لجأت بكين للهندسة العكسية المكثفة، وصنعت نسخة سميت «جي 7» (7Chengdu J-)، كذلك  في صفقة سلاح أخرى، باعت خلالها روسيا أسلحة حديثة للصين من بينها سوخوي 27 (وهي من عائلة Flanker)، وبالفعل قامت بيجين بمحاكاتها، وأنتجت نسخاً مماثلة لها إلى حد كبير بدأت بالطائرة١١ J . ناهيك عن أنواع أخرى قامت باستنساخها وتطويرها سواء من روسيا أو بلاد العم سام، كما هو مع  «واي-20»، وهي طائرة شحن صينية تشبه «سي-17» الأمريكية.
هكذا الشّركات الصّينية على أهبة الاستعداد لنسخ التّقنيات من جميع أنحاء العالم من خلال الهندسة العكسية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024