لا شكّ أن المهمّة التي سيتحمّلها الطاقم الحكومي الجديد ليست هيّنة، فهو سيواجه مخلّفات الجائحة وتأثيراتها على الوضع الاقتصادي العام، إضافة إلى ما تراكم من مخلّفات «الفساد» الذي نالت آثاره كل القطاعات دون استثناء، وعلى هذا، ينبغي ترتيب الأولويات بدقّة، والعمل وفق منهجية تكون لها ثمراتها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي بصفة خاصة.
ويبدو واضحا أن الرّئيس تبون راهن على أيمن عبد الرحمن وزيرا أولا، من أجل توظيف خبرته في مجال المالية، فالتحدّي الأوّل يجب أن يرفع في مواجهة التّدني غير المسبوق الذي عرفته القدرة الشّرائية، من خلال العمل على تنويع مصادر الدّخل، ووضع خطة مضبوطة لضمان الانتقال من «عقلية الرّيع» إلى «عقلية الإنتاج» و»الاستثمار المنتج».
ومهما تكن الصّعوبات، فإن نبرة التّفاؤل التي يتحدّث بها الرئيس تبون، تبدّد المخاوف، وتبعث في النفوس نوعا من الاطمئنان ينبغي أن يحرص الطاقم الحكومي على تأكيده، فالوضع والوقت معا، لا يسمحان بأيّ ركون إلى الدّعة، مثلما لا يسمحان بأيّ خطأ في التّقدير، وحاجة المواطن إلى الإحساس بشيء من السّعة، غاية في الأهميّة، ويجب أن يحظى بالمقام الأوّل.
المهمّة صعبة نعم، غير أنّ الجزائري الذي هزم أعتى قوّة في الحلف الأطلسي، بـ»مدفع كرّوش»، قادر على إحداث الانتقال الاقتصادي بما يتوفر لديه، ولكن هذا مقتضاه العمل الجادّ، وفق رؤى واضحة، وأهداف مضبوطة، وأن يعلم كل عضو في الحكومة – علم اليقين - أن مقامه التّكليف لا التّشريف، وأن «الثّقة» التي يحظى بها من الرئيس، إنّما هي ثقة الجزائريين جميعا، فلا يبقى من كرسي المسؤولية سوى الصبر، والعمل بإخلاص من أجل الجزائر، تصديقا للثقة الغالية.
المهمّة صعبة نعم، ولكنّها – في كل الأحوال – ليست مستحيلة..