كان يُؤمل أن يقدم الاتحاد العربي لكرة القدم صورة تعكس جدية والتزاما في التنظيم بالإبقاء على البرنامج المسطر لبطولة كأس العرب لأقل من 20 سنة، مثلما يفعله العالم في أوروبا وأمريكا، وحتى إفريقيا، لكن، لا يبدو الأمر ممكنا أمام سلوكات وعادات تجاوزها الزمن بتغيير ملعب النهائي، المقرر اليوم بالقاهرة.
والأدهى والأمر إجراء تغيير توقيت المقابلة بتقديمها إلى ساعة تكون فيها الحرارة سيد الموقف وربما عاملا حاسما يتعدى بكثير روح المنافسة بين الشباب العرب ويعيق الإبداع والعطاء في عالم أصبح حقيقة قرية لا يمكن إخفاء ما يجري فيها.
لماذا لا يجيد العرب تنظيم مواعيدهم وهم يتطلعون لاحتضان تظاهرات كبرى، علما أن الرياضة وبالذات كرة القدم فضاء يساعد على إذابة الجليد الذي لا تذيبه حرارة الصيف، سؤال يفرض نفسه في وقت سارت فيه البطولة بشكل جيد أبان فيها الشباب من كل الأقطار عن قدرات العطاء والبذل تضاهي ما يقدمه نظراؤهم في العالم المتقدم، لكن جانب التنظيم دائما يكسر تلك الصورة ويشوّهها، لتبقى دار لقمان على حالها.
كان يؤمل أن يرافق تطور الشباب بذهنياتهم الحديثة وسلوكاتهم الراقية عموما تنظيم صارم وجدّي لا يتأثر بأي اعتبار سواء لمكان المقابلات أو مواعيدها على الأقل، احتراما للجماهير العربية حتى تضبط يومياتها واقتداء بمن سبقونا في حسن التنظيم والجدّية وأوروبا القريبة خير مثال، وإذا كان يصعب مجاراتهم في الأداء لاعتبارات موضوعية يمكن تجاوزها بالانضباط واعتماد معايير التنافس الشفّاف، فلنقلدهم في التنظيم فقط ومنه يبدأ تصحيح المعادلة.
إن التلاعب بالمواعيد وعدم احترام مخطط يعد سلفا أمر يسيء للاتحاد العربي لكرة القدم ولكل محيطه، في محطة هي للبذل والعطاء والتنافس الشريف ليفوز الأجدر ويحترم المنهزم ولنا في بطولة أوروبا للأمم كيف يقدمون تلك الصور الراقية تنتصر فيها الرياضة وتسمو الأخلاق فتكسب من ورائها قطاعات أخرى مثل السياحة بكل معاني التعايش والتبادل والتضامن رغم كل ما يفرقهم فقد عرفوا منذ زمن كيف يحوّلون عوامل الفشل إلى عناصر للقوة وبالتالي لا غرابة في تصدّرهم المشهد، كان بالإمكان للعرب التموقع فيه، لو..