أعاد تسمّم المصطافين بشاطئ تنس بولاية الشلف إلى الواجهة سلامة المصطافين في الشّواطئ والمنتجعات السياحية، في انتظار ما تفرزه التّحقيقات عن هذه الحادثة التي تحوّلت إلى قضية رأي عام، لكن وككل مرّة كانت حادثة التّسمّم سببا في انتشار الكثير من الإشاعات التي أدخلت المواطن في دوّامة زادها تصاعد منحنى الإصابات الجديدة تأزّما وتخوّفا من القادم.
فقد وجد المواطن نفسه في فصل البحر والعطل في مواجهة انتشار عدوى السلالات المتحورة «دلتا» و»ألفا» وسط تراخ واستهتار غير مبرر وتسمّمات غذائية في مناطق مختلفة من الوطن، أما الأخير فقد أثار الكثير من التساؤلات عن سبب حدوث تسمم في البحر، خاصة وأنه تزامن مع أول أسبوع من موسم الاصطياف المعروف بالإقبال المكثف على الشواطئ والغابات هروبا من درجات الحرارة المرتفعة.
في معادلة السّلامة من الضروري بما كان أن يعي المواطن دوره الجوهري في الحفاظ عليها، فلن يكفي تحميل جهات معينة مسؤولية ما يحدث لإسقاط المسؤولية المجتمعية تجاه الأفراد، فعندما تذهب إلى الشاطئ وتترك وراءك نفايات قد تتسبّب في أذى من يأتي بعدك للاستمتاع بأمواج البحر، أو أن ترمي «بونتة» سيجارة في غابة لتشتعل أشجارها بعد عودتك إلى المنزل، حينها تشاهد احتراقها على مختلف وسائل الإعلام دون أن تدري أنك المتسبّب الأول في هذه الكارثة الايكولوجية، ما يمكن اعتباره صورة واضحة عن غياب الضمير الجمعي.
يبدو الخلل جليّا..، فعندما تصبح الفتوى السبيل الأكثر نجاعة لإقناع المواطنين باحترام والتزام الإجراءات الوقائية، نصبح في مواجهة «جهل جمعي» يتغذّى من الشعوذة والدجل كأسلوب حياة، ما يضعنا أمام تغيير جذري يحتاج إلى ثورة فكرية وسلوكية ينخرط فيها الجميع، لأنّ العمل يحتاج إلى سواعد الجميع دون استثناء بدون إقصاء لأحد.