خارج نيل كأس القارة السّمراء، مرّت قبلها سنوات عجاف لم تحصد فيها كرة القدم الجزائرية تتويجات منتظمة، وإنّما توالت فيها إخفاقات المنتخب الجزائري بجميع أصنافه، في المشاركات القارية والعالمية، وذلك على الرغم من توفير وتسخير جميع الامكانيات اللوجستية ووضعها تحت تصرف المنتخب الوطني بفئاته المختلفة، أين بات يتربص في أحسن المراكز العالمية ويتنقل في طائرات خاصة، لكن النتائج كما يقال بالعامية «يجيب ربّي» كانت غير مرضية بتاتا بالنسبة للجمهور الجزائري، بل كارثية.
غير أنّه ومع تولي جمال بلماضي العارضة الفنية للخضر، أعاد ترتيب البيت من الداخل ووضع القطار على السكة، قطار الخضر الذي انطلق تحت قيادته لم يعرف التوقف في 27 محطة متتالية، محطّما بذلك الرقم القياسي الإفريقي الذي كان بحوزة المنتخب الإيفواري بـ 26 مباراة متتالية دون انهزام.
كل الجزائريّين يتذكّرون ما صنعه أشبال جمال بلماضي في «كان» مصر 2019، أين سحقوا جميع المنتخبات التي واجهوها بالنتيجة والأداء، وهذا باعتراف المحللين والنقاد، وعادوا بالتاج الإفريقي الذي غاب عن خزائن «الخضر» منذ 29 سنة منذ أول وآخر تتويج فازت به الجزائر عام 1990.
لكن يبدو أنّ روح المنتخب الأول، غرست في الاصناف الأخرى للمنتخب، ولعل ما يصنعه منتخب أقل من 20 سنة في كأس العرب للشباب بمصر حاليا خير دليل على ذلك، حيث أبهر الجميع أداءً وأخلاقا، فأزاح منتخبات كانت مرشحة بقوة للفوز بالكأس، كمنتخب المغرب وتونس، ووصل الى النهائي عن جدارة، وسيواجه نظيره السعودي، غدا، على ملعب القاهرة الدولي الذي تحوّل الى فأل خير على الجزائر.
وينتظر أن يعيد الكرّة رفقاء محمد رفيق عمر، وينتزعون كأس العرب، وإن كان التّأهّل في حد ذاته إنجازا لمنتخب لم يكن أصلا مرشّحا الى هذا الدور..يقول بعض الجزائريّين على «مصر التنظيم وعلى الجزائر الفوز...فأمّ الدنيا فأل خير علينا».