الخيارات الكبرى التي سطّرتها الجزائر للنهوض بالوضع الإقليمي والدفع به إلى خدمة الشعوب في مواجهة تداعيات سطوة قوى عالمية نافذة وضعت أطرافا معروفة على هامش مسار تطوّرات الأحداث، آخرها الوضع في ليبيا حيث تمت مرافقة الإخوة الفرقاء، انطلاقا من قاعدة الوقوف على نفس المسافة من الجميع، للوصول إلى أرضية توافق تفتح أفقا كبيرا لمعالجة أزمة الشرعية من بوابة إرادة الشعب اللّيبي.
بعض المغامرين في المنطقة الذين يحملون سجلا من الفشل في السياسة ولا يعيرون أهمية لشعوبهم يحاولون اللّعب بالنار من خلال استفزاز الجزائر، وهم يدركون تمام الإدراك أن الرد سيكون قاسيا، على حد تعبير الفريق قائد الأركان، ذلك أن الجزائر بجيشها وشعبها لن تقبل بأي شكل من الأشكال أي عبث على حدودها أو أي تهجم أو تطاول على رموزها، ومخطئ من يعتقد ذلك.
لم تبخل الجزائر يوما عن تقديم المدد والدعم والسند للجيران وتدوّن ذلك في خانة التضامن ومرافقة الشعوب، يعززها الماضي التاريخي الذي صنعته أجيال كانت تعطي للموقف قدره وللمبادئ مركزها، لكن أن يفكر معتوهون مستغفلون هم بيادق لقوى تتلاعب بهم في محاولة التطاول على بلد يعرف مدى ثقل التاريخ ويقدّر التضحيات، فتلك جريمة لن تغتفر وسوف ينال أصحابها الرد المناسب بالوسائل المناسبة.
إن الفضاء الحيوي للجزائر مسألة أساسية ومن ثمة لا يمكن قبول مشاريع تحضّر في مخابر لقوى الاستعمار الجديد تستثمر في الفرقة والتنازع والخلافات، وهو ما ينبغي أن تدركه تلك الأطراف التي تعاني من أوهام وتقتات على الفساد والجريمة، خدمة لمشاريع كبرى تستهدف المنطقة، أمر لا يمكن أن يمرّ بأي شكل من الأشكال، وهي مشاريع أثبتت الأيام فشلها أمام إرادة الشعوب، كالشعب اللّيبي الحريص على وحدته وتعلّقه بالحل السياسي للأزمة التي تستنزف موارده وتضعه في خانة لا يُحسد عليها، بينما ثرواته تتعرّض لشتى أنواع الاستغلال الفاحش من قوى أجنبية وأخرى من أبناء جلدته باعت الشرف مقابل مجد وهمي.