بعد كل ما جرى جراء العدوان الصهيوني، لا يزال الصف الفلسطيني عرضة للتقسيم والهشاشة، لذا حان الوقت لينتقل الفلسطينيون إلى مرحلة أكثر فعالية وانسجام ووحدة، من خلال انتهاج مسار توافقي يدرج كل الفلسطينيين في هذه الدينامكية النضالية الضرورية في هذا المنعرج المفصلي والوقت الحساس، لأن الوحدة وحدها ما يحقق تطلعات استرجاع ما افتك منهم بالقوّة والظلم والغطرسة من أرض وحرية وسيادة على وطنهم المسلوب من الصهاينة.
الصورة اليوم بعد الذي حدث في قضية وفاة الناشط نزار بنات أساءت نوعا ما، في وقت انتزع فيه كل الفلسطينيين بالمقاومة السلمية والهبة الشعبية الشامخة عبر القدس وباب العمود والشيخ جراح، تأييد شعوب المعمورة ومصداقية أكدوا فيها للعالم وللأجيال مرّة أخرى، عدالة قضيتهم وتصميم كبير لن يتوقف في مواجهة الاحتلال الصهيوني بظلمه وجبروته مدعوما بقوى تابعة للصهيونية، لأن الفلسطينيين يملكون رصيدا هائلا من المقاومة ومعركة طويلة من الكفاح المشروع، لا ينبغي أن يضيع أمام أنانية البعض وضيق أفق البعض الآخر.
أبدت منظمة التحرير الفلسطينية موقفا إيجابيا وحاسما، لأنها تعهدت بأن يكون التحقيق المفتوح شفافا ومحايدا، ملتزمة بأن يكشف الإعلان عن نتائجه بأقرب فرصة، وهذا ما يفسر حرص منظمة التحرير على رفع أي لبس وتبديد الشكوك غير البريئة، لأن الأخطاء يمكن أن تحدث عبر سلوكات فردية معزولة، ولا يجب أن تورط هذه الأخيرة قيادة دولة تقود النضال، ومن الضروري أن يتم تحديد المسؤولة ومعاقبة المتسبب، وفق ما ينص عليه القانون، حتى لا تسفر هذه القضية عن بلبلة أو سخط أو أي تداعيات أخرى لا يحمد عقباها.
قوة الفلسطينيين ونصرهم وتتويج كفاحهم بالحرية، يكمن في وحدتهم واتفاقهم وانصهارهم حول كلمة واحدة، وما ينتظرهم من تحديات مواصلة المقاومة، يحتم وقوفهم وقفة رجل واحد لاستكمال حلم بناء مستقبلهم واستعادة ما تبقى من وطن مهدد بالضياع على أيدي المجرم الصهيوني، ومع كل ما حدث أو يحدث من مؤامرات ودسائس، لن يتراجع الفلسطيني عن المطالبة بأرضه ومع كل انتكاسة يعرف كيف يشحذ همته ويستأنف في كل مرة بإصرار أكبر معارك استعادة الحرية.