انطلاقا من الآية الكريمة»وجعلنا من الماء كل شيء حيّ»تتضح قاعدة صحيحة أنه لا حياة بدون ماء، وبالتالي لا يمكن لجميع الكائنات الحية على وجه المعمورة الاستغناء عن هذا العنصر الحيوي، فهو أحد العناصر الأساسية للحياة، لكن المتتبع لحال الجزائر العاصمة وبعض الولايات الغربية يتبين له بروز أزمة أصبحت تطفو على السطح، إنها مشكلة التزود بمياه الشرب.
الانقطاعات المتكررة للمياه، جعلت المواطن الجزائري في هذه الولايات، لا سيما في العاصمة التي توجد بها كثافة سكانية مرتفعة مقارنة بباقي الولايات، لا يفهم سبب الانقطاع المتكرر للمياه دون سابق إنذار من «سيال».
تعالت التبريرات واختفت الحلول، فبحسب وزارة الموارد المائية « فإن تذبذب التزويد بالمياه «مرده انخفاض مخزون السدود بسبب شح الأمطار، لكن المتمعن في مؤشرات الطقس لهذا العام يتضح له أن نسبة التساقط لا بأس بها مقارنة بالسنة الماضية، لكن سؤال المواطن، اليوم، أين ذهبت الأمطار التي تساقطت طوال العام، بالطبع هو يعي الإجابة أن مآلها البحر.
المسؤولية يتحملها الكل، فتبريرات الوزارة باتت غير مقنعة بالنسبة للمواطن، الذي أصبح يحملها إضافة إلى شركة «سيال» كامل المسؤولية، فأحدهم يتساءل العاصمة تتزود من سدين أحدها في بومرداس والآخر في تيبازة، لكن عوض أن يتم ملؤهما بالمياه امتلأ بالوحل .. أين المسؤولين؟. وآخر يقول الشركة أثبتت فشلها فنسبة المياه التي تتسرب في الشوارع والطرقات أكبر من التي تصل بيوت المواطنين وآخر يضيف نحن نتزود من «محطة صابلات لتحلية ماء البحر»، فلماذا يقطع الماء.. وما دخل الأمطار في ذلك ؟.
المواطن هو الآخر يتحمل جزء من المسؤولية، فسوء استعمال هذه «النعمة» بلغ الذروة، وبالتالي ترشيد استعمال المياه واجب ومسؤولية الجميع، بل هو شيء أمرنا به ديننا الحنيف بنهيه عن التبذير.
نحن مقبلون على الصيف أين تزيد الحاجة والطلب على المياه لا ندري ماهي الاستراتيجية التي اتخذتها الجهات الوصية لحلحلة الأزمة، هل بالاستمرار في القطع أم الإسراع في بناء محطات التحلية ؟