كلام آخر

المنتصر الحقيقيّ

م.كاديك
12 جوان 2021

لم يكن غلق مكاتب التّصويت، أمس، وترقّب النّتائج التي أفرزتها الصّناديق، نهاية لعرس انتخابي، وإنّما كان إعلانا عن بداية مرحلة جديدة، وإيذانا بمسار جديد يتأسّس على القيم العليا التي لا يرضى الجزائريون عنها بديلا.
لن نتحدث عن ثنائية رابح وخاسر إذن، لأن حسابات الرّبح والخسارة ليست في منظور المشهد الدّيمقراطي، فهذه ثنائية لا تهمّ كثيرا ما دامت العمليّة الانتخابيّة قد حقّقت رغبة الأغلبيّة في اختيار ممثّلي الشّعب الذين سيجعلون غايتهم الأسمى، خدمة الوطن.
أي نعم، لقد عبّر عدد من النّقاد- في أثناء الحملة الانتخابية - عن امتعاضهم من طبيعة بعض الخطابات التي لم تكن مضبوطة كما ينبغي. ولكن الخطاب في مجمله، كان ملتزما، ولم يشهد أي انحراف عن القانون، بل إن كثيرا من المترشحين لم يجدوا أيّ حرج في التّنويه بمنافسيهم وذكر محاسنهم، وهذه سابقة في الخطاب السّياسي تعبّر عن رقيّ في التّفكير، بل تعبّر عن مستوى من الوعي بروح الديمقراطية بالغ الأهميّة، وتدلّ دلالة واضحة على أنّ «الشّعبويّات» القديمة لم يعد لها مكان بالمشهد السّياسي الجزائريّ.
هناك ملاحظة أخرى ينبغي أن نشير إليها، فالمترشحون للعهدة النّيابية الجديدة، التزموا - في معظمهم - بالأماكن المخصّصة لملصقاتهم الإشهارية، ولم نر – رغم العدد الكبير للقوائم – من يستغلّ مساحة ليست له، أو من يلصق فوق ملصقة منافسه، ولا من يفسد على النّاس محيطهم باللّصق العشوائيّ، وهذه وحدها تستحقّ وقفة احترام لكل القوائم التي خاضت السّباق الانتخابي، أقنعت أم لم تقنع...
ولعلّ يكون واضحا مما قدّمنا، أنّ الانتخابات، وإن انتهت إلى عدد محدود ممّن فازوا برضا الناخبين، وفق مقتضيات عدد المقاعد، فإن مسألتها أعمق من مجرد ثنائية (رابح/ خاسر)؛ ذلك لأنها حقّقت للمشهد الديمقراطي الجزائري ما يستحقّ من روح الديمقراطية، ليتحقق النّصر للجميع، ما دام المنتصر الحقيقيّ... الجزائر...

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024