الثامن من جوان يوم مميز بالنسبة لأهل الفن في الجزائر، لأنه تاريخ يُذكّر ببطولات وتضحيات الفنانين والمثقفين خلال ثورة نوفمبر المجيدة وأيضا بعطائهم الفني وتفانيهم من أجل تقديم إبداعاتهم ومواهبهم وزرع الفرحة في قلوب الجمهور.
يعود الاحتفال هذه السنة باليوم الوطني للفنان من خلال برمجة أنشطة ثقافية وفنية وحفلات تكريم ومعارض وأمسيات وندوات أدبية هنا وهناك، كما جرت العادة وكما تقتضي المناسبة، أنشطة تجسّد رمزية الحدث وتشكل فرصة لاستذكار بعض المحظوظين من الفنانين والفنانات وتكريم مواهبهم وعطاءاتهم.
يرجع اليوم الوطني حاملا معه هذا العام، بوادر أمال جديدة للفنانين، ووعود بتغيرات إيجابية تفتح أبوابها بطاقة الفنان والقانون الخاص بعد التعديلات والإضافات وإثراء نصوصه.
وبموجب ذلك، يستطيع الفنان في المستقبل القريب أن يستعمل بطاقته لإنشاء مؤسسته الفنية والثقافية الاقتصادية وأن يكون له دور بناء في تجسيد إستراتيجية الاقتصاد الثقافي الذي تعوّل عليه الحكومة اليوم.
لكن قبل أن يفرج عن قانون الفنان وأن تضبط كل آليات الاستثمار الثقافي والمؤسسات الثقافية المصغرة والناشئة وأن توطد أرضية سوق الفن سواء في الواقع أو الكترونيا، يبقى راهن الفنان الجزائري تلبسه معاناة التهميش والنسيان وقساوة المرض وهشاشة الوضعية الاجتماعية ويظل العديد ممن أعطوا الكثير السعادة الجمهور والترفيه عنه في حزنهم فاعلون ينتظرون من يكرم موهبتهم ويدون مسيرتهم الفنية ويعرف بهم للأجيال..
إن تكريم الفنان يبدأ بالتعريف به وترقيته ويستمر بحماية حقوقه وتمكينه من المشاركة في الحياة الثقافية للمجتمع كفاعل نشيط وليس الاستعانة به مناسباتيا ونسيانه حين ينتهي العرض ويستدل الستار..