تدخل مفاوضات الملف النّووي الإيراني التي ينسّقها الاتحاد الأوروبي مرحلة حاسمة، مع اقتراب الجولة السادسة المنتظر انعقادها، غدا الخميس، بفيينا، حيث تنتظر مختلف الأطراف بالكثير من التفاؤول، لاسيما الروسي والأوروبي وحتى الإيراني، التوصل إلى اتفاق يذيب ما بقي عالقا من جليد الخلافات القائمة، وحل مختلف المسائل المستعصية، بهدف استعادة خطّة العمل المشتركة التي كانت إلى وقت قريب شبه مستحيلة. وإن كانت أمريكا ترى أن الهدف الجوهري من مفاوضات فيينا، يكمن في إلزام إيران بشروط الاتفاق النووي ومنعها من حيازة أسلحة نووية.
بدأت ملامح التتويج بمسار التوافق تقترب خطواتها الثقيلة، بعد جهود مضنية بذلتها مختلف الأطراف، علما أنّه منذ بداية شهر أفريل الماضي، شرعت مجموعة الـ 4+1 وتضم كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا، بالإضافة إلى الصين وكذا إيران، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، في محادثات تكتسيها البرودة والحذر، لبحث إمكانية إعادة إحياء الاتفاق الذي أبرم عام 2015، بعد أن انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وفضّل خيار إعادة فرض العقوبات على طهران.
ومع اقتراب نهاية نفق الخلاف، عبر تنظيم جولة سادسة، قد تكون الأخيرة أو ما قبل الأخيرة، لكن في هذا الحيّز من التّفاؤل يمكن لعنصر المفاجأة أن يعود بسرعة ويقذف بجميع الاحتمالات بعيدا، وقد يحتاج المفاوضون مرّة أخرى إلى المزيد من الوقت، رغم أنّ العديد من الأطراف المشاركة في هذه المحادثات، تعتقد أنّ طي الملف سيكون قبل نهاية شهر جوان الجاري.
قد يتزامن التّوصل إلى اتفاق تاريخي يسقط العقوبات الأمريكية على طهران مع انتخاب رئيس جديد لإيران، عبر الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرّرة يوم 18 جوان الجاري، وبالتالي مرحلة جديدة وخيارت قد تكون مختلفة خاصة في عودة استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فلا شيء ثابت في السياسة وفي العلاقات الدولية، بل وقد يصبح أعداء الأمس حلفاء، لأن المصلحة تطوي المسافات وتجعل المستحيل ممكنا، حيث إيران منذ البداية كانت تترقّب خروجها منتصرة من هذه المحادثات..فمن يقدم تنازلات أكثر وهل تنجح واشنطن في إغراء طهران بحوافز اقتصادية وتنقذ هذا الاتفاق؟