في وقت يسعى الجزائريون نحو التغيير والارتقاء بالجزائر إلى الأعلى في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة والمستويات، ماتزال شخصيات ومنهم رؤساء أحزاب سياسية يطلقون خطابات وتصريحات غريبة، من الصعب وصفها وتصنيفها، لكن المتفق عليه أنها غير منطقية ولا مقبولة، حيث أصبحت اليوم حديث العام والخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يثار تساؤل اليوم وباندهاش حول مستوى الخطاب السياسي المتدني لبعض الأحزاب. ما معنى هذه التصريحات وماذا يقصد هؤلاء بهذه الخطابات؟ وإلى أي فئة موجهة من المجتمع؟ وما الفائدة من هذه الخطابات في هذا الظرف بالذات، لا سيما عشية انتخابات تشريعية يطمح من خلالها الجزائريون للتغيير المنشود؟
بالأمس، كان بعض السياسيين يلقّب «بالمهرّجين»، واليوم يتساءل البعض إن كانت عدوى التهريج انتقلت لتصيب بعض رؤساء الأحزاب السياسية.. غريب أمر هؤلاء!
أحدهم يوزع صكوك الغفران وآخر يتبرك برقم معين مع ربطه بالقرآن الكريم، وثالثهم يفتي في أمور الدين بغير برهان أو بيّنة.
المتمعّن اليوم في نوع الخطاب السياسي لبعض الأحزاب السياسية، يفهم شيئين: إما أن مستوى هؤلاء محدود وكما يقال بالعامية «هذا هو القماش...»، أو أنهم يسخرون من الناس الذين باتوا يسخرون من تصريحاتهم وخطاباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في وقت كان على النخبة السياسية الرفع من مستوى خطابها السياسي، لا سيما ونحن على موعد انتخابي هام، والترفّع عن التهريج السياسي القديم، فمايزال يخرج علينا كل مرة أحدهم بتصريحات غريبة عجيبة لا ندري ما المقصود بها؟ وماذا يريد من ورائها؟.
الجزائر الجديدة التي يطمح الجزائريون لبنائها، لا تبنى بهكذا خطابات استفزازية أو بالأحرى بالتهريج السياسي، وإنما بالبرامج والخطابات البناءة القائمة على تشخيص مشاكل المواطن واقتراح حلول عقلانية ممكنة، لا بالتهريج في المواعيد الانتخابية.