جميل جدا أن نشجع الشباب الجزائري المثقف على الاستثمار في الكتاب والمكتبات والمشاركة في ترقية المقروئية وتوسيع رقعتها خاصة في مناطق الظل وانشاء أنشطة ثقافية من ملتقيات ومعارض وندوات نقاش تساهراءة والجمعيات الثقافية، وكذا التواجد المستمر على مواقع التواصل الاجتماعي والنشر الالكتروني.
تحيي الجزائر هذه السنة اليوم الوطني للكتاب والمكتبات، تحت شعار: «نحو آفاق مشرقة» وتقديم وزارة الثقافة والفنون لسياستها الثقافية حول صناعة الكتاب وإعادة المكتبات للواجهة، وتشجيع الاستثمار في مجال صناعة الكتاب، مع مخططات وقرارات واعدة ومستشرفة، لكن يبقى تجسيدها ونجاحها ميدانيا مرهون بالعمل على إعادة غرس ثقافة المطالعة ووضع آليات ناجعة لتوزيع الكتاب وإنعاش سوقه الذي عرف عزوفا كبيرا في الكثير من المناطق بسبب تدهور القدرة الشرائية للمواطن والكساد الذي شهده المجال جراء أزمة فيروس كورونا.
لقد تولّدت الكثير من القرارات والتوجيهات بعد تنصيب لجنة الكتاب من قبل وزارة الثقافة والفنون، وبعد سلسلة المشاورات واللقاءات مع الناشرين والمثقفين والمستشارين، في محاولة لحل المشاكل العالقة والمتراكمة مع فتح آفاق الاستثمار في مجال صناعة وتوزيع الكتاب وتشجيع الإبداع والتأليف من خلال الإعلان عن إقامات للكتابة وإنشاء جوائز ومسابقات تحفيزية وفتح الحوار مع نوادي القراءة والناشرين الشباب والإعلان عن تدعيم المشاريع الخاصة بإنشاء المكتبات في مناطق الظل والاستثمار بصفة عامة في مجال الكتاب.
وتبقى السياسة الثقافية المقترحة للكتاب تحمل الكثير من الرهانات والاستشراف بمجال يكون للشباب فيه نصيبا أوفر وترتفع المقروئية لأعلى نسب ويتصالح القارئ مع الكتاب الورقي والالكتروني .. قرارات جميلة تنتظر فقط أن تجسد ميدانيا في المستقبل القريب.