يصارع الإحتلال المغربي في الظرف الحالي أوهامه ويتخبّط وسط خيبة أمل كبيرة، بعد أن انفضح سيناريو أطماعه المخجل، وتلقّى على إثر ذلك العديد من الصّفعات، بعد محاولته تزييف الحقائق وإقدامه على إطلاق الشّائعات والأخبار الكاذبة والمغرضة، التي عمّقت من تعاسته وجعلت المجتمع الدولي يستاء منها، ويجدّد دعوته بضرورة التمسك بالشرعية الدولية والتعجيل بتقرير مصير الشعب الصحراوي، وبالتالي إنهاء آخر احتلال بالقارّة السّمراء.
تنطبق على المغرب مقولة “عندما ينقلب السّحر على الساحر”، فمنذ خرقه لوقف إطلاق النار شهر نوفمبر الماضي، وهو يجر هزائمه السياسية والدبلوماسية والعسكرية، مثقلا بفشله في تجسيد مخطّطات خبيثة لم يتمكن من جني منها سوى الهزيمة والعار، حيث لم يستفد شيئا من التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل شهر ديسمبر الماضي، ووجّه بذلك طعنة غدر مؤلمة للفلسطينيين الذين أثبتوا بأنهم قادرين على الدفاع عن أرضهم وسيادتهم وحريتهم من خلال تماسكهم ووحدتهم وتقاطعهم على هدف جوهري يعيد لهم ما افتك منهم، ولعل أحداث “الشيخ جراح” كانت القطرة التي أفاضت الكأس وأثبت بها الفلسطينيون قوة الانتماء والصمود والعزيمة، والقدرة على قلب ميزان القوة على المحتل الصهيوني.
عاد المغرب ليضع نفسه في ورطة ويغرق من جديد في وحل الافتراء وغموض الأفق، فبعد هجومه على الرئيس الصحراوي، سقطت بسرعة تلك الورقة السياسية الخبيثة، وانفضحت نواياه السيئة حيث حاول بها إخفاء طمعه في الاستيلاء على أرض الغير، ورغم ارتكابه يوميا بالأراضي الصحراوية المحتلة جرائم ضد الإنسانية، حاول عبر أسلوب التلفيق والكذب الادعاء على الرئيس الصحراوي، وآخر ورطة مضحكة جعلت الكثيرين يسخرون منه ادعائه بقيام أمريكا بمناورات عسكرية بالأراضي المحتلة، لكن سرعان ما خرجت واشنطن عن صمتها ونفت بشكل قطعي الخبر الكاذب، وهذا من شأنه أن يفقد المغرب ماء الوجه وينهي ما تبقى لها من رصيد المصداقية..فهل يستفيد المغرب مما حدث ويصحّح أخطاءه التي تسيء للقوانين والشرعية الدولية؟
فلا الإدارة الأمريكية الجديدة وافقت على قرار ترامب المزعوم، ولا تضحياته بأبنائه القصر الذين رمى بهم في عمق البحر أمام دهشة العالم من وقاحته جسّدت له أوهامه المستحيلة.