جاءت زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد دبيبة، إلى الجزائر بالتزامن وارتفاع أصوات تحاول التشويش على خارطة الطريق التي وضعها الليبيّون، ومن أهّم محطّاتها تنظيم انتخابات عامّة نهاية العام الجاري.
الجزائر التي لم تتخلّ عن الأشقّاء اللّيبيّين منذ بداية محنتهم العام 2011، جدّدت التزامها الدائم بالوقوق إلى جانب الشعب الليبي الشقيق، ومساندته إلى غاية الخروج من النفق والتعافي الكامل من آثار أزمة متعدّدة الأبعاد مستمرّة منذ عشر سنوات، بالنظر إلى أن المشوار الذي قطعته ليبيا على طريق مصالحة وطنية في بدايتها، تحتاج إلى رعاية وتعبيد الطريق أمامها، وإزالة كل العقبات التي قد تشوّش على مسار الحل السياسي، الذي يتوّج بالعودة إلى المنطق الدستوري وبناء مؤسّسات نابعة من إرادة الشعب الليبي.
الرّهانات المشتركة والتحديات التي تواجه البلدين على حد سواء، تحتاج إلى تكثيف التعاون والتنسيق بينها لمواجهة كل التّهديدات خاصة على مستوى الحدود المشتركة، التي يجب حمايتها لشل نشاط الجماعات الإرهابية والجريمة العابرة على امتداد شريط حدودي يناهز 1000 كلم، الأمر الذي يحتاج إلى تنسيق وثيق للتحكم في حدود بهذا الامتداد.
زيارة الدبيبة كانت كذلك مناسبة لتؤكّد الجزائر على دورها المحوري في مسار المصالحة الليبية إلى غاية استكمال آخر لبنة في هذا المسار، خاصة وأنّ المقاربة الجزائرية لحل أزمة البلد الشقيق تقوم أساسا - من وجهة نظر جزائرية - على ضرورة إرساء أسس مصالحة ليبية تتوّج بحل ليبي - ليبي نابع من الداخل بعيدا عن أيّ تدخّل خارجي أو وصفات أجنبية مفروضة.
سيبقى استقرار ليبيا وسلامة أراضيها وسيادتها من أولى أولويات الجزائر، التي ترى أنّ استكمال المصالحة الوطنية الليبية هي وحدها القادرة على تقوية وحدة الشعب الليبي، وتمكينه إدراك محطّة الاستقرار الكامل بكل سيادة وحرية.