حال الدنيا

مفارقة «روكي» و»الحرّاز»!!

م. كاديك
22 ماي 2021

تعوّدت وسائل الإعلام ومنصّات التّواصل الاجتماعي، عندنا، على تداول نتائج ترتيب الجامعات في العالم، وتعوّد النّقاد على اتخاذ نتائج التّرتيب، براهين حيّة على الوضع المرعب الذي يعيشه تعليمنا العالي، والواقع المزري الذي يعانيه.
ولسنا نشكّ أبدا في صفاء النّوايا التي تحرّك المواقف من التّرتيب، ولا في الشّوق العارم إلى رؤية جامعاتنا في الصّدارة، فهذا ما يتوق إليه كل قلب ناصع البياض، غير أنّ «الصّدارة» لا تتحقّق - في الواقع – بالنّوايا الحسنة، ولا تصنعها الأشواق والأمنيات، ولا حتى «المواقف الموسميّة» التي تجتاح الجرائد ومنصّات التّواصل اليوم أو اليومين، لتدخل في سبات عميق يمتدّ إلى غاية إصدار التّرتيب الجديد، وهكذا دواليك..
ولعلّ يكون واضحا أنّ الموسميّ من المواقف لا يُحدث التّغيير (إلا بسلطان)؛ ولهذا، ينبغي أن نفكّر معا في منهجيّة عمل تُفعّل الرّغبة في الصّدارة، وتتجاوز بها مستوى (الصّيحة في الوادي)، فتجعلها أمرا واقعا، وهذا مقتضاه أن لا ننكر بأنّ وضع جامعاتنا اليوم، ليس سوى نتيجة منطقيّة لما اقترفنا في حق صروحنا العلميّة، فقد آن الأوان كي نعترف بأنّنا أسهمنا جميعا – بشكل أو بآخر - في تمييع التعليم ابتدائيُّه وجامعيُّه، منذ عدّلنا سلّم قيمنا، وصار المقدّم فينا صاحب المال لا صاحب العلم، وليس عنّا ببعيد ترحيبنا الحارّ بـ(روكي البزانسي) على حساب «الأستاذ» صاحب (الإسم الغالي والجيب الخالي)..
ولا ينبغي أن يفوتنا بأنّ الترتيب العالمي للجامعات، وإن كان يحسب لجودة التعليم حسابها، فإنّ خلفيّته المؤكدة، اقتصاديّة خالصة، وهو ما يعني أنّ جامعاتنا تسابق في مضمار رأسمالي، بعقلية «اشتراكية»، ومع ذلك تصل في الرّتبة المائتين!!، وهذه واحدة من الأعاجيب التي تمكّن»العالم المهيمن» من تمريرها – دون قصد بالتأكيد - بأسلوب غاية في الرّوعة، وعلى هذا، يجب أن ننتبه إلى المفارقة الراسخة التي نتعامل معها على أنّها منطق معتّق، حتى نتمكّن من التّوصل إلى طرح موضوعي يستعيد لنا مناراتنا العلمية، ويستعيد مكانة «الأستاذ» السّامية، ولنعمل - في البداية - على استعادة ذلك الجواب الطفولي الرائع: «أريد أن أصبح طبيبا».. ليحلّ محلّ: «أريد أن أكون مثل عمّي روكي البزانسي»..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024