يتابع العالم بأسى وألم وحسرة مشاهد مروعة وجرائم دموية تقترف في حق الأطفال والنساء والأبرياء الفلسطينيين العزل، تعكس حجم تجاوزات محتل صهيوني مارس طيلة عقود طويلة كل أساليب التنكيل والتعذيب والسطو على مساحات شاسعة من أراضي الشعب الفلسطيني، وفي كل مرة تختلق الأعذار لشن حروب جديدة غير متكافئة كونها تصوب غارتها على مباني السكان المدنيين الفلسطنيين، وتهدّد بإنهاء حياتهم إمّا بالموت أو التّشريد.
رغم جراح التّطبيع التي قصمت ظهر الفلسطينيين، فإنّ الظّرف الراهن والتطورات الأخيرة يجبر الدول العربية العمل على تنسيق الجهود والتحرك إقليميا وعلى المستوى الدولي، لتخطر المجتمع الدولي بصوت واحد بخطورة التجاوزات التي يتمادى المحتل الصهيوني في اقترافها بينما الدول الكبرى التي تتحكم في مجلس الأمن تتفرج على آلام الضحايا المعذبين خاصة صور أطفال يتم انتشالهم من تحت الركام.
خيار المحتل الصهيوني في خوض الحروب والاستمرار في جرائمه التوسعية التي يدافع فيها عن مشروعها الماكر بالعنف والتصعيد العسكري، يؤكد مرة أخرى أنه يصعب صناعة السلام مع المتعطّشين للدماء والحروب والتقتيل، فيستحيل إرساء السّلام دون حل عادل وعاجل للقضية الفلسطينية التي يتّفق الكثير من الأحرار في العالم أنها ضحية إنحياز قوى دولية لعدوها، وهذا ما يجعل الصهاينة مدفوعين نحو ارتكاب الممنوع من دون خشية محاسبة أو عقاب أو متابعة جنائية دولية.
الحق ساطع رغم انحياز البعض للكيان الصهيوني، لكن توجد دول وازنة مثل الصين التي لديها حق الفيتو وتؤمن بقضية الفلسطينيين العادلة، يمكنها أن تضغط باستمرار، ويجب على الدول الإسلامية والعربية أن تنسق معها في مسار إجبار الدخلاء على وقف مؤامراتهم ومخططاتهم المفضوحة الرامية للاستيلاء على كل فلسطين وطمس هوية وحضارة الشعب الفلسطيني الضاربة في الجذور، ويمكن لصوت الكفاح المتواصل بجميع الطرق والوسائل أن يسمع صوت المظلومين والمقهورين من بطش الاحتلال بل ويدوي عالميا، ولعل ما قام به شباب حي «الشيخ جراح» وبالقدس الشريف، وقد أربك المستعمر جذب التعاطف الدولي بسلميته ونجح فوق ذلك في تمرير العديد من الرسائل التي تخاطب ضمير الانسانية، خاصة وأنّها كشفت تجاوزات الكيان الصهيوني الغاصب.