في وقت تحرك المجتمع الدولي للفصل في كثير من قضايا الاستعمار والتحرّر حول العالم، لاتزال القضية الفلسطينية، بالإضافة الى القضية الصحراوية تنتظران التفاتة من قبل المجتمع الدولي، للفصل فيهما، لكن الشيء المؤسف والمحيّر والغريب، هو الطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي (لا سيما أمريكا وحلافائها) مع هذا الكيان الغاصب، وما يرتكبه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، فمنذ عام 1948، حين جيء بهذا الكيان الاستيطاني المصطنع وغرسه على أرض فلسطين الطاهرة، لايزال الشعب الفلسطيني الأعزل يذبح ويقتل على يد الصهاينة أمام أنظار العالم، حيث شرد الملايين الى الشتات عبر العالم، في المقابل استقطب غرباء من أوروبا وأمريكا وإفريقيا، وتم توطينهم في فلسطين الحبيبة ..
منذ أن وطأت أقدام العصابات العنصرية أرض فلسطين، شرعوا في تنفيذ مشاريعهم الاستيطانية التهويدية في البلدات والمحافظات، بما فيها الأماكن المقدّسة في القدس والمسجد الأقصى .. إنه فيروس الصهيونية اللّعين».
ما يرتكبه الكيان الصهيوني اليوم في حي الشيخ جراح هو تطهير عرقي للفلسطينيين وتصفية لأهل الأرض بل جريمة ضد الانسانية، أما ما ترتكبه دولة الاحتلال في قطاع غزة فهو محرقة وإبادة جماعية ضد المدنيين العزّل المحاصرين، منذ 2006.
ما يندى له الجبين هو الصمت الدولي على جرائم الاحتلال الصهيوني، فهؤلاء الذين يتغنون بالديمقراطية وحقوق الانسان مثل أمريكا وحلفائها، لم نسمع لهم صوتا، ولم نر لهم أثرا، سوى التهجم على المقاومة الفلسطينية ووصفها بل وتصنيفها في خانة الارهاب، غريب أمر «أهل حقوق الانسان» !، كيف لمنازل الفلسطينيين تقصف وتدمّر وأشلاء أطفال تتناثر أو تدفن تحت الركام وأهل «الديمقراطية» لا يبصرون؟.
اليوم تغيّرت المعادلة، فبمجرد أن صرخ سكان حي الشيخ جرّاح في القدس، لبى الفلسطينيون النداء في معظم فلسطين، سواء داخل الأراضي المحتلة، أوفي غزة المحاصرة، لكن ما يُعاب على المجتمع الدولي تعامله بإزدواجية مع قضية فلسطين العادلة؟