يثبت الشعب الجزائري في كل مرة أن فضيلتي التضامن والتآزر خٌلقان متجذران فيه، يهب كرجل واحد كلما حلت محن ومصاعب والتي كان آخرها الهبة التضامنية مع سكان بني سليمان إثر الأضرار التي لحقت بالأشخاص والممتلكات بسبب السيول والفياضانات، هبة ظهر أنها ذات بعدها الوطني من خلال لوحات ترقيم السيارات والشاحنات التي توجهت تلقائيا إلى ولاية المدية للوقوق إلى جانب سكان بني سليمان المنكوبين.
وكان شهر رمضان هو الآخر قد تجلٌت فيه أبهى صور التضامن والتآزر كما دأب الجزائريون كلما حل هذا الضيف الفضيل ولعل أكبر مظاهر ذلك هو مطاعم إفطار الصائم في كل شبر من هذه الأرض الطيٌبة إلى درجة أنٌها وجدت حتى في المداشر والقرى، حيث تهافت المحسنون على فتحها لتوفير وجبة إفطار كريمة تتزيٌن بما لذٌ وطاب من المأكولات على موائد الصائمين والمحتاجين وعابري سبيل.
للتذكير أنٌ مطاعم الرحمات وإفطار الصائم لم تغب حتى في عز قوة اجتياح وباء كورونا لبلادنا، حيث وبدل إغلاقها وحرمان المحتاجين أبى المحسنون إلاٌ أن تصل لقمة الإفطار إلى أصحابها في بيوتهم، تجنٌبا للعدوى والاحتكاك في المطاعم قاموا بتوفير أكلات جاهزة، من لم يستطع الوصول إليها تصل هي إليه في بيته.
تضامن الجزائريين تعدٌى حدودنا الوطنية ليصل إلى المحتاجين والمقهورين أينما كانوا، بداية بالشعبين الشقيقين الفلسطيني والصحراوي وصولا إلى النيجر، مالي، موريتانيا وتونس في تجسيد عملي لأسمى عبارات الأخوة والجوار ليؤكٌد الجزائريون، مرة أخرى، أن التضامن لديهم خلق أصيل وليس دخيل، خلق أشاد به الرئيس تبون، في كلمته إلى الشعب الجزائري عشية عيد الفطر المبارك، كلمة أثنى فيها على ما أبداه الشعب الجزائري من تضامن وتآزر خلال الشهر الفضيل، داعيا إيٌاه إلى الاحتفاظ بهذه السجٌية، خلال يومي العيد وسائر أيام السنة.