يتواجدون داخل الاسواق وعلى حافة الطرّقات وعبر المحلات التجارية ويشرفون على عملية بيع الخضر والفواكه من داخل شاحنات صغيرة، إنهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما وأحيانا تقل عن 12 سنة، ومع ذلك تجدهم يجتهدون ويجدون لكسب لقمة العيش، سواء رفقة أقاربهم أويتم تشغيلهم لدى مستخدمين غرباء عنهم، ومن هؤلاء الأطفال من يزاول دراسته والكثير منهم غادروا مقاعد الدراسة باكرا وينافسون رغم صغر سنهم الكبار في تأمين مصروفهم اليومي.
تزداد وتتضاعف ظاهرة ولوج الأطفال للسوق الموازية، يعرضون الخبز والديول والأعشاب العطرية و..و.. لكن ما يلفت الانتباه أولئك الصغار الذين يمتهنون البيع رغم سنّهم الصغيرة، وينوبون عن التجار في السوق أو الباعة الموازيين في السوق الفوضوية، يعملون بجد وبعين حذرة، يحملون الصناديق الثقيلة ويجرّون العربات التي تفوق حجم جسدهم خاصة على مستوى أسواق الجملة حيث ينهضون في ساعات مبكرة فجرا وينهون عملهم منتصف النهار ويطلقون عليهم لقب «الحمّالين».
هؤلاء الأطفال نقصد ضحايا التسرّب المدرسي الذين ينتمي غالبيتهم إلى الفئات الهشّة وأحيانا الطبقة المتوسطة، دفعهم الفقر والحاجة إلى العمل بشكل مبكر، في وقت كان من المفروض أن يمنحوا فرصا أخرى، حيث لا يعقل دخولهم سوق العمل وتركهم للدراسة قبل عمر 16 سنة، وعمل الأطفال في حد ذاته تجاوز وينبغي عدم السكوت عن الذين يشغّلونهم ويتجاهلون أن أجسامهم الهزيلة مازالت لا تتحمّل تعب ومشّقة العمل.
في شهر رمضان ومع اتساع السوق الموازية، يكثر عددهم وتتعدّد مهامهم، لذا ينبغي على الرقابة أن تقف بالمرصاد لكل من يشّغل الأطفال حتى وإن كان بصورة موسمية لتلبية طلب الزبائن المكثف في رمضان، من أجل حماية هذه الفئة من الاستغلال ومحو مثل هذه التجاوزات المشين والإجحاف في حق الأطفال.